= التكامل مع فروع اللغة:
- قواعد اللغة :
الحال (الجملة الفعلية): رأيت الحر يجتنب المخازي .
جزم الفعل المضارع المعتل : لم تخش/ لم تستح .
الأمر ( فعل الأمر ) : فاصنع .
الشرط : إذا لم تخش ……………… فاصنع ما تشاء .
الاسم المنقوص : المخازي / الليالي .
جمع التكسير : التجارب / المخازي / الليالي .
المعرب والمبني من الأسماء : خلق / الغدر ,,,,,
هذا / فأنت / من ,,,,,
= الإملاء :
الهمزة المتوسطة: رأيت / سيأتي .
الهمزة المتوسطة على ياء: دنيئاً .
الهمزة المتطرفة: سواء / وفاء / رخاء / عناء / لحاء / تشاء / المرء .
= الخط :
حرفي الدال والراء
وما من شدة إلا سيأتي لها من بعد شدتها رخاء
= التعبير :
اكتب قصة تظهر فيها تأثر الصديق لصديقه .
.
- ثالثاً: القراءة الناقدة:
= أهمية الموضوع:
- تعتبر الأخلاق أهم موجهات سلوكياتنا، فبها نسترشد الصواب من الخطأ، ونميز بين الخير والشر، فنتعشق الحق والعدل، ونكره الباطل والظلم، زرعها فينا آباؤنا وصقلتها تجاربنا، وننقلها إلى أبنائنا لتنير لهم دروبهم .
والطالب في هذه السن، ومع كل ما يراه من ممارسات خلقية سلبية ومحبطة – يحتاج إلى من يأخذ بيده، إلى طريق الخلق النبيل، الذي يقيه التعثر في حياة تملؤها العثرات ، ويحرضه على التصدي للممارسات الأخلاقية الهادمة لتراثنا الأخلاقي والحضاري .
= الأفكار:
- جاءت الأفكار كثيرة، متنوعة، يربطها خيط مشترك: ما الأخلاق التي علينا أن نتمسك بها لتقينا الانزلاق في مهاوي السوء .
فنرى الشاعر يحذرنا من مجاراة دنيء الخلق (إذا جاريت في خلق دنيئاً) فالنتيجة غير مرضية (أنت ومن تجاريه سواء) لذا علينا تجنبه، فنتجنب المعيبات، يقـول (رأيت الحر يجتنب المخازي) وتحميه أخلاقه الحميدة من الخطأ (ويحميه عن الغدر الوفاء) وقد يتذرع البعض بضغوطات الحياة ومشاكلها في تجاوزهم قيم الأمة، فينصحهم الشاعر بالصبر والبقاء على التزامهم بهذه القيم، فالشدة لا تدوم (وما من شدة إلا سيأتي لها من بعد شدتها رخاء) .
- ويدرك الشاعر أن هناك من سيتهمه بالمثالية والابتعاد عن الواقع الحياتي فيقول: (لقد جربت هذا الدهر) طويلاً وخبرته (حتى أفادتني التجارب والعناء) واستخلصت النتائج: ولا يخطئ من لبس الحياء درعاً واقياً (يعيش المرء ما استحيا بخير) تماماً كما (يبقى العود ما بقي اللحاء) كاسياً له وحامياً .
فإذا فقد المرء ضوابط سلوكه (الحياء) تحول إلى حيوان غاب يعيش برغائبه وغرائزه، فالذي لا يقدر عاقبة الأمور ولا تقيده الأخلاقيات، لا يضبطه ضابط ولا يجدي فيه نصح، ( اصنع ما تشاء ) .
= الأسلوب وطريقة العرض:
- يبدأ الشاعر قصيدته مستخدما أسلوب الشرط (إذا …) ليؤكد على وجوب أو رجحان تحقق الجواب إذا ما تحقق الشرط،فالمساواة في الدناءة نتيجة حتمية للمجاراة في الخلق الدنيء، كذلك استخدم الشاعر الفعل (جارى) ولم يستخدم الفعل (تخلق) مثلا ليدلل على كبر الجرم الذي يرتكبه الإنسان في مجاراته أو تقليده للدنيء والفعل جارى يشير إلى تغيير في السلوك وتقليد، دون أصالة، وكأنه دعوة إلى عدم القيام بسلوكيات غير مقبولة إرضاء للآخرين، كما أن كلمة (دنيئا) جاءت نكرة لتفيد عدم الحصر، وللدلالة على أي إنسان يتصف بالدناءة، ومن قبلها نكر كلمة (خلق) ليكشف عن أن جميع صفات الدنيء مكروهة ويجب الابتعاد عنها، وقد جاء التأكيد على خطورة الاستمرار في مجاراة هذا الدنيء في قوله (أنت ومن تجاريه …) مقدماً (أنت) لترتيب الأولوية الحادثة وللتنفير من النتيجة، أما استخدام الشاعر لكلمة (سواء) فجاء موفقا، إذ تفيد المساواة بين الدنيء ومن يتشبه به، وكأن الشاعر يريد أن يوحد بينهما في صفات الدناءة، ولو استخدم الشاعر كلمة أخرى لما أدت نفس الدلالات المستفادة منها، فكلمة (مثله، مشابه) أو غيرها لن تودي نفس المعنى بنفس القوة والزخم الذي أفادته كلمة (سواء) .
- وبعد أن كان الحديث موجها في البيت الأول إلى المخاطب (جاريت …… أنت) ليبين أن هذا الخطاب موجه إلى كل سامع لبيب، تجده يتحول إلى ضمير المتكلم (رأيت ……) وكأن الشاعر يريد أن يقول لنا أنه بدأ أن يعطينا خلاصة تجاربه في هذه الحياة، ويبدأ يتعامل مع المعارف (الحر، المخازي، الغدر، الوفاء) مستخدماً (أل) الجنسية ليبين لنا أن هذه الصفات ثابتة، فالحر يبقى كريما طالما ابتعد عن صفات الدناءة، والمخازي معروفة لا يجادل فيها عاقل، والطباق بين الغدر والوفاء يزيد في وضوح الفكرة التي يريد الشاعر توصيلها إلى المتلقي (ويحميه عن الغدر) تختلف في دلالتها عن (يحميه من الغدر)، ففي الأولى هو فاعل الغدر فالوفاء يحميه من القيام بالغدر، وفي الثانية هو الواقع عليه فعل الغدر فالوفاء يحميه من وقوع الغدر عليه، كما وفق الشاعر في استخدامه للأفعال المضارعة (يجتنب، يحميه) للدلالة على الاستمرارية إذ كلما استمر في تجنب المخازي، كلما ازداد ابتعاداً عن الغدر وتشبثاً بالوفاء كدرع واق من شر الغدر وأظفاره .
تم الرد عليه 29 جانفي بواسطة Baraa
القسم الثالث من الحل :
- كما جاء التعميم عن طريق التنكير (وما من شدة ) أي مهما كانت درجة أو حدة هذه الشدة التي يمر يها الإنسان، ومهما أصابه الكرب أو الضيم، فلا بد من رخاء يتلوها، وقد وفق الشاعر في استخدامه أسلوب القصر ليؤكد على زوال هذه الشدة حتى ولو كان بعد حين، لذلك استخدم الفعل المضارع (يأتي) مع حرف السين الدال على الاستقبال والتوكيد.
- ويجيء استخدام الشاعر لأسلوب التوكيد (لقد جربت ……) في محله، وجاء استخدام اللام وقد ليؤكد ما يأتي بعدها،وهو مدى استفادته من تجارب الحياة ليقنع السامع بما ينصحه به، وربما كان استخدام الشاعر اسم الإشارة (هذا) مع (الدهر) زيادة في التوكيد، وأن تجاربه نابعة من العصر الذي يعيشه، والذي لا يختلف عن عصر السامع، عله يفيد من تلك التجارب، وتداخل الشاعر في معمعة الحياة ومشاكلها حتى أدرك غايته، وخرج منها بحصيلة جيدة من التجارب التي استخلصها من معاركة الحياة وخوض صراعها.
- لقد كان الجرس الموسيقي واضحا عندما مال الشاعر إلى استخدام ما يسمى بحسن التقسيم (ليعيش المرء ما استحيا بخير) (يبقى العود ما بقى اللحاء) وهذا يزيد من النغمة الموسيقية التي يبثها الشاعر في أبياته، بحسن انتقائه لألفاظه، كما التنوع ما بين أزمنة الأفعال في البيت الواحد، مما يؤكد استمرارية الحدث، فطالما استحيا المرء، يدوم العيش بخير، وكذلك بقاء اللحاء، يبقى العود حيا، وكأن ثبات اللحاء المستفاد من الفعلين الماضيين (استحيا، يبقي) ضمان لاستمرارية الحياة، وأي حياة؟ إنها الحياة الكريمة.
- ثم يميل الشاعر إلى لون أخر من التوكيد والتنوع الأسلوبي مستخدما تكرار النفي (بلا، وما) ليثبت أن العيش الكريم لا يكون بغير وجود الحياء، وزيادة في التوكيد نجده يستخدم القسم (والله) وحرف النفي الزائد (لا) ليقنع السامع بصحة ما يذهب إليه .
- وأخيراً نجد الشاعر يقرر بأن الإنسان باستطاعته فعل ما يشاء ولكن متى ؟ إن ذلك لا يتأتى إلا في حالتين، إذا أمن الإنسان ما خبأ له الدهر ! وإذا لم يجد الحياء سبيلاً إلى شيمه وأخلاقه ! وقد استطاع الشاعر أن يسبك هذه الفكرة على صورة أسلوب شرط وظف فيه أداة النفي (لم) وعطف الفعل المضارع (تستحي) على الفعل (تخش)، ومن الذي يقبل لنفسه أن يوصف بقصور في قدرته على التفكير، وبالتالي عدم إدراك عاقبة الأمور أو أن يوصم بفقدان الحياء وبالفجور ، وعليه أصبح فعل الأمر (فافعل ما شئت) مرتبطاً بالموفقة على القبول بالقصور العقلي والخلقي، وهذا ما لا يقبله عاقل، وهكذا نجح الشاعر في توظيف أسلوب الشرط للتنفير من الاستجابة لفعل الأمر، بل أصبحت الاستجابة نقيصة .
- في الحقيقة يمكن القول بأن الشاعر وفق في العرض ونصائحه التي لم تكن سوى لون من الهجاء، المبطن لبعض أصدقائه الذين غدروا به - من جهة نظره - بأسلوب مبسط ولغة سليمة واضحة، يغلب عليها الألفاظ الواضحة، التي لا لبس فيها ولا غموض، وهذه الطريقة تناسب غرض النصح والإرشاد الذي يتوجه فيه الشاعر إلى عقل المتلقي كي يفهمه ويعمل بما يقدمه له من نصائح قد تفيده في حياته، وأنها خلاصة تجاربه في الحياة.
- وما يمكن ملاحظته على أبيات أبي تمام أنها كمعظم الشعر التقليدي القديم نفتقد إلى الترتيب والتسلسل المنطقي، وربما رجع هذا إلى اعتماد الشاعر على الوحدة العفونة للبيت لا وحدة القصيدة، ويمكن إعادة ترتيب أبيات النص بالتقديم والتأخير بما يكون وحدة موضوعية في القصيدة، وكذلك من الممكن حذف بيت أو أكثر من النص بدون أن يؤثر على المعنى الذي يسعى إليه الشاعر، وهذا ما حدث بالفعل إذ حذف من النص الأصلي الوارد في الديوان بيتان يقع الأول بين البيت الرابع والبيت الخامس يقول فيه الشاعر:
إذا ما رأس أهل البيت ولى بدا لهم من الناس الجفاء
والبيت الثاني فيقع في نهاية النص يقول فيه الشاعر
لئيم الفعل من القوم كرام له من بينهم أبدا عواء
.
= رابعاً: التعبيرات الجمالية:
- ربما يكون من الطبيعي قلة ميل الشاعر إلى استخدام الصور البلاغية من تشبيه واستعارة وغيرها، لأنه كما ذكر سابقا يهدف إلى مخاطبة عقل المتلقي لا عاطفته تفهم نصائحه ويتقبلها ومن ثم يعمل بها، ورغم ذلك فقد جاءت بعض التعبيرات الجمالية في النص بصورة مناسبة لا تكلف فيها وبما يخدم الفكرة التي يسعى إلى توصيلها مثل التشبيه الضمني الوارد في البيت الخامس حيث شبه استحياء المرء باللحاء للعود، فكلاهما سببا في الحياة.
= العاطفة :
- على الرغم من أن العاطفة المسيطرة على الشاعر في هذا النص عاطفة ذاتية، إلا أنه يتوجه للإنسان بصورة عامة، وهذا يحولها إلى عاطفة إنسانية ومما يلاحظ على تلك العاطفة أنها ضعيفة في هذا النص وباهتة، وقد غلب على الشاعر فيه مخاطبة العقل، أكثر من مخاطبته للأحاسيس والمشاعر.
= المؤثرات الدينية :
- يبدو أن الشاعر كان متأثرا بالناحية الدينية سواء كان القرآن الكريم أو السنة المطهرة، وضمّن أبياته بعض الأفكار أو الألفاظ المستمدة منها فقد استمد فكرة البيت الأول (إذا جاريت في خلق دنيئا) من قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
"المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل"، و كذلك اقتبس قوله في البيت الأخير (ولم تستحي فاصنع ما تشاء) من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " إذا لم تستح فاصنع ما شئت "... وكذلك استخدامه لفظ الجلالة (الله) في القسم...