Question

سلبيات الحداثة؟ اهلا بكم في موقع نصائح من أجل الحصول على المساعدة في ايجاد معلومات دقيقة قدر الإمكان من خلال إجابات وتعليقات الاخرين الذين يمتلكون الخبرة والمعرفة بخصوص هذا السؤال التالي : . سلبيات الحداثة؟ وفي النهاية بعد ما قدمنا الإجابة لكم في الأسفل علي سؤالكم سلبيات الحداثة؟ نتمنى لكم النجاح والتفوق في حياتكم، ونرجو أن تستمروا في مواصلة زيارة موقع tipsfull.com وأن تواصلوا الحفاظ على طاعة الله وفعل الخيرات ومساعدة الاخرين.

Answer 1

حديث باعتدال.. سلبيات الحداثة وإيجابياتها


لا شك أن موضوع الحداثة في رأس قائمة الموضوعات المطروقة في العالم، بعد بروز هذا المفهوم لوضعه بالتوازي، وخاصة بالتعارض، مع المفاهيم التي تدل على «ما هو قديم»، تحت عناوين متعددة.

أولئك الذين ينضوون تحت خانة الحداثة في أوروبا، واجهوها بـ«اختراع»، ما يسمونه بـ«العصور الوسطى» للدلالة على القديم، وأكّدوا أهمية التمايز عن تلك العصور، للانتماء إلى الحداثة. هذه الحداثة الأوروبية هي موضوع كتاب أستاذ الفلسفة في جامعة السوربون، ريمي فارغ «حديث باعتدال».

إشراقات رامبو

يعود عنوان الكتاب إلى شعار كان قد رفعه الشاعر الفرنسي الكبير رامبو، صاحب الإشراقات، عندما أكّد ضرورة الاعتدال في الحداثة وليس التزمت في الانتماء إليها. ويشير المؤلف في السطور الأولى، إلى أنه بعد أن تعرّض في كتابين سابقين للعصور القديمة ثم للعصور الوسطى، جاء الآن دور «الحداثة».

ويتألف الكتاب من خمسة أقسام، يضم كل منها، ما بين ثلاثة وخمسة فصول. وفي القسم الأول يحاول المؤلف أن يبيّن، أنه يمكن للحداثة أن تكون مشكلة بمقدار ما يمكنها أن تكون حلاً، ذلك على أساس أنها تحتوى على العديد من مناطق الظل، والتركيز في النهج نفسه من التحليل، على القول إن الثقافة الغربية التي قدّمت نفسها كـ«حاملة للحداثة»، فقدت الكثير من الثقة فيها في بلدانها، كما في التي حملت ثقافتها لها.

وحشية الحداثة

وفي القسم الثاني من الكتاب، يعالج المؤلف بعض المفاهيم الأساسية الخاصّة بـالحداثة، مثل العقلانية ودور العقل الذي تقول الحداثة بضرورة انتصاره النهائي، ومثل التقدّم، وغير ذلك من المفاهيم التي تنضوي تحت عنوان «الحداثة» العريض.

أما القسم الثالث من الكتاب، فمكرّس للبحث في فكرة أساسية، يتضمّنها مفهوم الحداثة بصورته الشاملة. ويقصد بذلك الثقافة التي تسعى إلى الخلاص من التوحش والبربرية. وهنا يركز المؤلف على شرح أن الثقافة التي تريد عبر الحداثة أن تتميّز عن الأفكار التقليدية المتوارثة، تمتلك هي نفسها، أي الحداثة، الأصول التقليدية المتوارثة ذاتها.

ويشرح المؤلف أن الحداثة تبدو في القاموس المستخدم الشائع، أنها التي نقلت الشعوب المعنية بها، الشعوب الأوروبية في سياق هذا الكتاب، من البربرية الجاهلة إلى الثقافة. لكنه يشير مباشرة إلى أنه يجري منذ عقود عدّة في أوروبا، نوع من التضخّم في معاني ومدلولات تعبير الثقافة، ذلك بسبب الخلط بين ثقافة النخبة الاجتماعية والفكرية والثقافة الشعبية، إذ غدت الثقافة تشمل أنماط الحياة والطبخ والفولكلور، وحتى ثقافة الشركات الصناعية.

مستقبل

وفي القسم الرابع، يشرح المؤلف العلاقة بين الحداثة والانتماء إلى العصر، ويوضح أن مبادئ الحداثة تمنعها من ولوج مثل ذلك المستقبل الذي لا حدود له، ومن ثم ينبغي على الحداثة أن تعرف حدودها باتجاه الاعتدال في طموحاتها. أما القسم الخامس والأخير من الكتاب، فيعرض فيه المؤلف بعض نقاط الارتكاز التي تسمح بـإعادة بناء ما شكّلت الحداثة تهديداً له، هذا مع صيانة وإنقاذ المكتسبات الثمينة التي ولّدتها الحداثة، وتأكيد خطورة بعض الدعوات «التحريضية» التي تعني في عمقها «العودة إلى القرون الوسطى».