0 تصويتات
بواسطة
تلخيص طفت العالم من مكاني لعباس العقاد؟ اهلا بكم في موقع نصائح من أجل الحصول على المساعدة في ايجاد معلومات دقيقة قدر الإمكان من خلال إجابات وتعليقات الاخرين الذين يمتلكون الخبرة والمعرفة بخصوص هذا السؤال التالي : . تلخيص طفت العالم من مكاني لعباس العقاد؟ وفي النهاية بعد ما قدمنا الإجابة لكم في الأسفل علي سؤالكم تلخيص طفت العالم من مكاني لعباس العقاد؟ نتمنى لكم النجاح والتفوق في حياتكم، ونرجو أن تستمروا في مواصلة زيارة موقع tipsfull.com وأن تواصلوا الحفاظ على طاعة الله وفعل الخيرات ومساعدة الاخرين.

 

 اذا لم تجد الإجابة او الإجابة خاطئة اكتب لنا تعليقاً

1 إجابة وحدة

0 تصويتات
بواسطة مجهول
عباس محمود العقاد -طفت العالم من مكاني
طفت العالم من مكاني
أعتقد أن كبار الرحالين الذين تستحوذ عليهم رغبة مُلِحَّة في الطواف بين أرجاء العالم تملكهم على الرغم منهم «ملكة شخصية» يصح أن تُسمَّى عبقرية السياحة، ويصح أن تتجاوز الحد فتُسمَّى هوسة السياحة …
وأعتقد أن هذه الملكة الشخصية مستمدَّة من ملكة قوية أصيلة في الأمة التي يخرج منها أولئك الرحالون المنقطعون للسياحة …
لأن معظم الرحالين الكبار خرجوا من أمم قد تعوَّد أبناؤها الرحلة، وشقت عليهم الإقامة الطويلة، كالعرب لأنهم من أبناء البادية، والفينيقيين والإغريق لأنهم يقيمون على الشاطئ، ويحتاجون إلى الملاحة، وكالبنادقة والبرتغاليين والإنجليز في العصور المتأخرة؛ لأنهم جميعًا بحريون وملاحون …

وأكثر الرحالين الكبار الذين اشتهروا في التاريخ، ونُسِب إليهم الفضل في الكشوف الجغرافية، هم من أبناء هذه الأمم، أو أبناء أمم تشبهها في البداوة والاشتغال بالملاحة …

ملكة شخصية مستمدة من ملكة قومية …

هذه هي عادة الرحلة التي تغلب على بعض الناس، أو هذه هي هوسة الرحلة إذا تجاوزت حدها المعقول …

على أنني أعتقد — إلى جانب هذا الاعتقاد — أن ملكة الرحالة غالبة على الرحالين وغير الرحالين.

ولكنها تظهر في صور كثيرة غير صورة الرحلة الخارجية، ومنها الرحلة في داخل النفس أو في عالم الخيال.

وبين كبار الرحالين من هذا الطراز أناس لم يفارقوا مكانًا واحدًا خلال عشرات السنين كأبي العلاء المعري!

فإنه سمى نفسه «رهين المحبسين» لملازمته داره وحبسه في جسده، ولكنه شاء أن يرحل في كتاب من كتبه — وهو رسالة الغفران — فلم يقنع بأقل من الرحلة إلى السماء، وإلى الجحيم!

وكجول فيرن الكاتب الفرنسي الحديث …

فإن ما رآه من جوانب الأرض بالقياس إلى المشاهدات المأثورة عن كبار الرحالين شيء لا يُذكَر، ولكنه ساح بخياله في جوف الأرض، وفي أعماق البحار، وفي أجواء السماء، بل ساح في عالم الغيب، فوصف للناس مخترعات لم تُخلَق بعد، ثم خُلِقت في أوانها، فإذا هي كما وصف …! حتى قال ليوتي القائد الفرنسي الكبير: إن الناس اليوم «يعيشون أحلام جول فيرن» …

•••

لا بد من السياحة إذن في الخارج أو في الداخل! سياحة مع الانتقال، أو سياحة بغير انتقال.

والظاهر — لا بل المحقق — أنني أنا أحد الرحالين بغير انتقال، كما لاحظ بحق أحد أصدقائي، حين علم مرة باعتذاري من تلبية الدعوة إلى كثير من السياحات، وبعضها بغير نفقة على الإطلاق …

ومع هذا يجوز لي أن أقول: إنني طفت العالم من مكاني الذي لا أبرحه؛ لأنني رأيت في هذا المكان ما يراه الرحالون المتنقلون …

لقد تعلقت بالسياحة في أوائل صباي، وشاقني أن أسيح هنا وأسيح هناك بين مشارق الأرض ومغاربها، ولكنها كانت كلها كما تبين لي بعد ذلك عارضًا من عوارض الصبا التي تنزوي مع الزمن وراء غيرها من الميول المتمكنة في السليقة، فما زالت تضعف وتضعف حتى ليسعني أن أقول اليوم: إنني لولا رياضة المشي التي تعودتها لما خطر لي أن أبرح المنزل أيامًا بل أسابيع.

ولذلك سبب مني، وسبب من أحوال العصر الذي نعيش فيه.

فأما السبب الذي مني فبعضه يرجع إلى حب العزلة التي نشأت عليها وورثتها من أبوي …

وبعضها يرجع إلى شعوري بالقراءة التي تعنيني، فإنني أشعر بأنني لا أقرأ سطورًا على ورق، ولكنني أحيا في تلك الأوراق بين أحياء.

ومن هنا ألفت بعض شخوص التاريخ كأنني أعاشرهم كل يوم، وألفت بعض الأدباء في قراءة كلامهم فتمثلتهم في ملامح وجوههم وعاداتهم، في حركتهم وسكونهم، واستمليت من ديوان شاعر كابن الرومي سيرة حياته أو صورة حياته، وثبت له في خيالي شكل لا يتغير ولا يزال يلوح لي على هيئة واحدة كلما طاف بي طيفه في منام.

ومثله المعري والفارابي وابن سينا وطائفة من مشاهير الأدب والفن بين الشرقيين والغربيين.

فلو كنت مصورًا لاستطعت أن أرسم لكل منهم صورة كاملة كما يرسم المصور أناسًا من الأحياء يراهم كل يوم.

•••

أما السبب الذي من العصر، فلك أن تقول إنه في الحقيقة جملة أسباب …

لأن العاصر الحاضر أول عصر ييسر للإنسان — وهو جالس في مكانه — أن يدرك بالبصر والسمع بلادًا واسعة على مدى مئات الفراسخ وألوفها، فينظر مساكنها وسكانها، ويشرف على بطاحها، ويتغلغل في دروبها، ويتراءى له في لحظات من معالم هذه المدينة، أو تلك القرية ما ليس يتراءى لساكنها في ساعات أو أيام.

كانت السياحة هي الوسيلة الوحيدة للإحساس بالبلاد البعيدة.

أما اليوم فنحن نحسها بالعين والأذن كلما أردنا، ونحن في الدار أو على مقربة من الدار …

الصحف تنقل إلينا أخبارها.

والإذاعة تسمعنا أصواتها وأصداءها.

والصور المتحركة تستدني للآذان — كما تستدني للعيون — كلَّ ما هو خليق منها بمشاهدته أو الاستماع إليه.

وعلم تخطيط البلدان قد يعرِّفك بما يجهله المقيمون فيها، ومراجع التاريخ قد تملأ نفسك بما يملأ عصورها من الأحداث والذكريات، ونقوش الفنانين وأغاني الشعراء والموسيقيين تهيئ لك أن تنفذ إلى روحها، وتمتزج بعبقريتها، وتحياها على أحسن أنماطها في الحياة.

•••

نعم، إن الإحساس بالمكان — وأنت فيه — غير الإحساس به وأنت على مسافة منه … ولكن هل نستطيع أن نقول: إن الإحساس بالمكان القريب يغني عن الإحساس بالبعيد؟ أو هل نستطيع أن نقول: إن الإحساس من الداخل يغني عن الإحساس من الخارج؟ أو أن الإحساس بالعين والأذن يغني عن الإحساس بالوعي والخيال؟

هما إحساسان — ولا شك — لازمان …

والخير كل الخير أن تجمع بينهما، وأن تكون رحلتك الخارجية مقرونة برحلتك الداخلية …

فإذا تعذَّر الخير كل الخير، فالخير بعض الخير «خير» من لا شيء!

ولست أزين لأحد أن يفضل طريقتي في السياحة على طريقته، ولكنني أنا على الأقل لن أنقطع عن السياحة في العالم رحالة بغير رحلة، وطوَّافًا بغير طواف!

لم يتم إيجاد أسئلة ذات علاقة

مرحبًا بك في موقع ساعدني.
X
...