من أول الناس لحاقا برسول الله بعد وفاته من أهله هي ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
ودليل ذلك ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: "قالت فاطمة رضي الله عنها: يا رسول الله، إني أرىك تدعو عليا وأنا أسمع، وأنت تقول: اللهم أمضِ لأمتي ما قضيت، اللهم أمضِ لأمتي ما قضيت. فقلت: يا بنية، ما شأنك؟ قالت: يا أمه، أشعر أني سألحقك قريباً، فقالت: يا بنية، إنك أول أهلي لحاقاً بي، ثم بكى النبي صلى الله عليه وسلم".
وقد توفيت فاطمة رضي الله عنها بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث ليال خلون من شهر رمضان، وعمرها يومئذ تسع وعشرون سنة أو نحوها. وصلى عليها زوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكانت أشارت عليه أن يدفنها ليلاً.
وهذا الحديث يدل على أن فاطمة رضي الله عنها كانت أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد زوجته خديجة رضي الله عنها، وأنها كانت أكثر الناس تعلقاً به، وأنها كانت أول أهله لحوقاً به.