الجواب:
المشهور عند جمهور العلماء أن لقمان لم يكن نبياً، وإنما كان عبداً صالحاً آتاه الله الحكمة، وقد ذكره الله في القرآن الكريم وأثنى عليه وحكى من كلامه فيما وعظ به ولده، ووصايا لقمان هي إحدى القصص القرآنية التي تتكلم عن حكمة لقمان، وتتمثل في الحكمة التي وهبها الله للقمان الحكيم، وتعدّ لدى المسلمين من أعظم الحكم والمواعظ، إذ كانت حكمته تأتي في مواضعها.
التوضيح:
الحكمة في القرآن الكريم تطلق على النبوة وعلى ما دونها من العلم، وقد وردت في القرآن الكريم آيات عديدة تشير إلى أن الحكمة هي صفة من صفات الأنبياء، منها قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} (لقمان: 12)، وقوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لِتَقْضِيَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ} (النساء: 105)، وقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} (إبراهيم: 4).
ولكن هناك بعض المفسرين قالوا بأن لقمان كان نبياً، وذلك استناداً إلى قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} (لقمان: 12)، وقوله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} (لقمان: 25)، وذلك لأن الحكمة في هذه الآية تعني النبوة، كما أن نطق لقمان عن الهوى يدل على أنه كان نبياً، لأن الأنبياء لا ينطقون عن الهوى، وإنما ينطقون عن الله تعالى.
ولكن القول الراجح هو أن لقمان لم يكن نبياً، وإنما كان عبداً صالحاً آتاه الله الحكمة، وذلك استناداً إلى السياق العام للسورة، حيث ورد فيها أن لقمان كان عبداً صالحاً، وأنه كان يعظ ولده، وأن الله تعالى أثنى عليه وحكى من كلامه.