اللغة التي كان سيدنا سليمان يتحدث فيها مع الجن هي لغة الجان، وهي لغة غير معروفة للبشر. وقد وهبها الله تعالى لسيدنا سليمان معجزة من معجزاته، حيث تمكن من التواصل مع الجن بهذه اللغة وفهمها، كما تمكن من تسخيرهم لخدمته في بناء القصور والمدن وتشييد الأعمال العظيمة.
وورد ذكر لغة الجان في القرآن الكريم في سورة النمل، حيث قال الله تعالى: (قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِ بِلْقِيسَ قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40).
وقد ذكر بعض المفسرين أن لغة الجان هي لغة مركبة من أصوات وحركات تختلف عن لغة البشر، وأنها تعتمد على قوى خارقة للطبيعة. كما ذكروا أن سيدنا سليمان كان قادرًا على فهم هذه اللغة وتفسيرها بفضل علمه وحكمته.
ولكن هناك أيضًا رأي آخر يرى أن لغة الجان هي لغة بشرية، ولكنها مختلفة عن اللغة العربية التي نتحدثها اليوم. وقد يكون هذا الرأي صحيحًا، حيث أن القرآن الكريم لم يحدد بشكل صريح طبيعة لغة الجان.