سيادة النظام القبلي في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام كانت نتيجة لمجموعة من العوامل الجغرافية والاقتصادية والثقافية.
من الناحية الجغرافية، تتميز شبه الجزيرة العربية بتضاريسها الصحراوية القاسية، مما جعل من الصعب إقامة حكومات مركزية قوية. كما أن قلة الموارد الطبيعية في شبه الجزيرة العربية جعلت من الصعب على القبائل التخلي عن أسلوب حياتهم البدوي.
من الناحية الاقتصادية، كانت القبائل العربية تعتمد على الرعي والزراعة، مما جعلها مترابطة بشكل وثيق. كما أن نظام النسب القبلي كان يلعب دورًا مهمًا في تنظيم العلاقات الاجتماعية والاقتصادية بين أفراد القبيلة.
من الناحية الثقافية، كان العرب قبل الإسلام يتمتعون بشعور قوي بالانتماء إلى القبيلة. كما كان لديهم قيم وأخلاقيات تؤكد على أهمية الشرف والشجاعة والكرم.
أدى كل هذه العوامل إلى سيادة النظام القبلي في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام. كانت القبيلة هي الوحدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية الأساسية، وكان شيخ القبيلة هو الزعيم السياسي والعسكري.
من أهم مظاهر سيادة النظام القبلي في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام ما يلي:
- سيادة سلطة شيخ القبيلة: كان شيخ القبيلة هو الزعيم السياسي والعسكري للقبيلة، وكان له السلطة المطلقة على أفراد القبيلة.
- استقلالية القبائل عن بعضها البعض: كانت القبائل العربية مستقلة عن بعضها البعض، ولم تكن هناك حكومة مركزية قوية تسيطر عليها.
- سيادة الأعراف القبلية: كانت الأعراف القبلية هي القانون الذي يحكم العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بين أفراد القبيلة.
لقد ساهم النظام القبلي في تطور المجتمع العربي قبل الإسلام، حيث ساعد على الحفاظ على وحدة القبيلة وحماية أفرادها. كما أنه كان مصدرًا للثقافة والأدب العربي.
ومع ظهور الإسلام، بدأ النظام القبلي في التراجع، حيث استبدلت الشريعة الإسلامية الأعراف القبلية كقانون يحكم المجتمع الإسلامي. ومع ذلك، لا يزال النظام القبلي يلعب دورًا مهمًا في بعض المجتمعات العربية اليوم.