0 تصويتات
بواسطة
ماهو تلخيص قصة هجم الربيع ؟ اهلا بكم في موقع نصائح من أجل الحصول على المساعدة في ايجاد معلومات دقيقة قدر الإمكان من خلال إجابات وتعليقات الاخرين الذين يمتلكون الخبرة والمعرفة بخصوص هذا السؤال التالي : . ماهو تلخيص قصة هجم الربيع ؟ وفي النهاية بعد ما قدمنا الإجابة لكم في الأسفل علي سؤالكم ماهو تلخيص قصة هجم الربيع ؟ نتمنى لكم النجاح والتفوق في حياتكم، ونرجو أن تستمروا في مواصلة زيارة موقع tipsfull.com وأن تواصلوا الحفاظ على طاعة الله وفعل الخيرات ومساعدة الاخرين.

 

 اذا لم تجد الإجابة او الإجابة خاطئة اكتب لنا تعليقاً

1 إجابة وحدة

0 تصويتات
بواسطة مجهول
الملخص :
هجم الربيع !
بهاتين الكلمتين حيّاني أمس أحد الجيران . وكانت أجمل تحيّة . فقد حاصرنا الشتاء في هذه السنة حصاراً طويلاً قاسياً استنفد كلّ ما اختزنّاه من الوقود . حتى أصبح الناس , عند التلاقي , لا يتساءلون عن الحال والعيال , ويتساءلون عن الفحم والحطب : أباقٍ عندكم حطب ؟ أيابس حطبكم أم أخضر ؟ ــ لقد سئم الجميع روائح الفحم والدخان , وسئموا حتى زغارد النار في الحطب . وقد اشتاقت عضلاتهم إلى الحركة والعمل , وملّت أبصارهم التطلّع إلى الجدران والسقوف , وباتوا يتبرّمون بالأمطار والثلوج تنقضّ عليهم من سماء غضبى لا يلطِّف من غضبها شعاع شمس أو بسمة قمر أو غمزة نجمة .
وأخيراً أطلّت الشمس علينا من فوق صنّين لتتولّى بذاتها قيادة الهجوم المبارك ــ هجوم الربيع . فكان البردُ أوّل ضحاياها . وجاء دور الثلج ــ حليف البرد الأعند والأشدّ . وها هو تنهار عزيمته , وتتصدّع صفوفه , ويثخن صدره بالجراح , ويميع قلبه فينحدر من الأعالي شلالات تدفع شلالات . وفي انحداره من الأعالي واندفاعه نحو البحر يأتيك بالعجيب من الأغاني . فكأنّه , وهو الهارب من الميدان , يعدّ الهرب ضرباً من البطولة فيُسمعك من الأهازيج ما لا تملّه أذنك ولا ترتوي منه روحك .
وبانهزام جحافل الثلج جحفلاً إثر جحفل تنكشف عورة الجبال من حولنا ساعة تلو ساعة ويوماً بعد يوم . ففي جلابيبها البيض تبدو خروق لن تجد لها راتقاً . وهذه الخروق تتّسع إلى أن تتقلّص الجلابيب في خلال شهور معدودة فلا يبقى منها خيط أو سريدة .
وبانهزام البرد والثلج تتنفّس أرضنا الصعداء ويأخذ وجهها الأجرد يكتسي بزغب من الخضرة الحيية . وهذه الخضرة الحيية لا تلبث أن تختصب بجميع ألوان قوس السحاب عندما تنبري الأزاهير من مخابئها وتنتثر على ضفاف السواقي , وفي الحقول والكروم والبساتين , وعلى جوانب الطرق , وحتى في شقوق الصخور . أما اتّفق لك أن رأيت (( بخور مريم )) يرنو إليك بطرفه الناعس من شقّ صخرة ؟
وإذ تتنفّس أرضنا الصعداء يُقبل عليها عشّاقها بالمعول والمجرفة , وبالرفش والمحراث . وهو ضرب من الغزَل والبوح بالشوق ما أتقنه ولا فهم بعيد مغازيه ومراميه غير عشّاق الأرض . ويسكرك منظر السواعد المفتولة تقلب التراب رأساً على عقب . مثلما تسكرك رائحة التراب البكر يحملها النسيم مضمَّخة بأنفاس الأرض الحنون ومحبّتها وجودها . وترى الناس ذكوراً وإناثاً , كباراً وصغاراً , يكبّون على التراب البكر ليودعوه بذار آمالهم بالموسم الآتي ــ بذار اللوبياء والبطاطا والبندورة والحمّص وغيرها وغيرها من عشيرة البقول والحبوب . وترى الشمس تباركهم من فوق وتسكب عليهم فيضاً من النُّور والدفء والعافية .
إنّه لحديث يلذّ ويطول ــ حديث الأرض وعشاقها في استقبالهم لطلائع الربيع في الجبال . فما دامت الشمس تشرق سافرة وتغرب سافرة دمت ترى الناس جماعات وفرادى يسبقونها إلى حيث تدعوهم الأرض ونبات الأرض وقلّما يأوون إلى مساكنهم إلّا مع الغروب أو بعد الغروب .
ومن كان منهم يملك حقولاً أو جنائن أو كروماً في الجرود ــ ولا أقول (( الصرود )) ــ تراهم يسبقون الفجر إلى أملاكهم وفي كتف كلّ منهم معوله وفي يده (( زوادته )) أو منجله . والذين يترتب عليهم الحرث تراهم يسوقون أمامهم أبقارهم وعلى أكتافهم محاريثهم , وفي آذانهم هدير الأمواه المتسابقة إلى البحر , وفي عيونهم بريق الهمّة المكبوتة وقد ارتفع عن صدرها كابوس الشتاء . لقد بات الناس , كالنحل , لا يعرفون الهدوء في النهار ولا يستريحون إلّا في الليل : هذا ينكش , وهذا يحرث , وهذا يزرع , وهذا يقلّم , وذلك يرمم , والآخر يقطع حجارة في المقلع . فما من عاطل عن العمل غير الرُّضّع والعُجّز والمقعدين . أمّا الأحداث في سنّ الدراسة فتحس , إذ تراهم يسيرون إلى المدرسة , أن المدرسة أصبحت في أنظارهم سجناً , وأفظع من سجن , وأن الأودية والجبال تدعوهم إليها بأصوات أين من عذوبتها دندنة جرس المدرسة اللّعين .
حقّاً إن نداء الجبال في مثل هذه الأيّام لا يعانَد . فما استطعت اليوم إلّا تلبيته والامتثال له . ولا دريت أيّة قوّة انتشلتني من بين كتبي وأوراقي وحملتني شرقاً ــ وصعوداً ــ نحو صنّين .
ما هي إلّا دقائق حتى وجدتني واقفاً أمام نجاصة بريّة ( أأقول « كمثرى » برّية ؟ ) على جانب الطريق أتأمّل أغصانها المهشّمة وقد أخذت ثغورها تفترّ عمّا يشبه الزمرد . ومن فوق الزمرد قد بدت حبيبات بيض هي براعم الزهر , توشك أن تتفتّح عن بهجة بيضاء معطّرة من قماقم الآلهة . أيّة فتنة هي خضرة الربيع عند بزوغها من أخدارها الشتويّة ! ومن ذا يستطيع وصفها في الأعشاب وفي أوراق الأشجار بأنواعها ــ في الحور والدلب والصفصاف والبلُّوط والزيزفون والتين والكرز والخوخ والتفّاح . وغيرها من النباتات الكبيرة والصغيرة ؟
السلام عليك أيّتها النجاصة البرّية , وليغفر الله للذين هشموا أغصانك عبثهم وطيشهم . ففي كلّ عام أمرّ بك لأتلقّى منك بشارة الربيع أيّام لا خضرة على شجرة , ولا زهرة على فنن , بعدُ . وحسبي منك تلك البشارة تنتشي بها الروح ويصفّق لها القلب .
وأتوقّف قليلاً على كتف الوادي لعلّ عينيّ تشبعان من منظر جداره المقابل لي والمرتفع مئات الأقدام عن القعر وقد بدت فيه رفاريف ضيّقة اكتست كلّها بالخضرة الطريئة . ولكن عينيّ النهمتين لا تشبعان من التطلّع إلى الصخور الشاهقة وقد خلع عليها الربيع جنّة من الجمال والجلال لا توصف ولا تصور . فأسلخهما عن وجه تلك الصخور سلخاً وأمضي أتوقَّل أعلى فأعلى .
ها هي الساقية التي أُحبّها كثيراً والتي وعدتني من قبل , وتعدني اليوم , أنّها ستولم لي بعد شهر وبعض الشهر ــ في أوائل أيّار ــ وليمة لا مثيل لها من عطر الزيزفون والنسرين والوزال . وما نكثت مرّة بوعد أو بعهد . وها هي تلك المرجة التي ستفرش لي عمّا قليل بساطاً من الأقحوان وشقائق النُّعمان . إنّها تبدو اليوم كما لو كانت في غفلة ولا غفلة أهل الكهف , ولكنّني أعلم حقّ العلم وقد هجم الربيع , أنّها ليست في غفلة , وأنّها , حتى في هذه الساعة , آخذة في حياكة بساطها البديع على منوال الشمس السحري وفي معمل الأرض العجيب .
مرحى مرحى ! فهذه سنونوة تنزلق بجناحيها السريعين على صفحات الفضاء من فوق رأسي . وفي انزلاقها رشاقة وخفّة ولباقة ونشوة تجعلني أتمنّى لو كان لي مثل جناحيها . ومن ثمّ فهي تغنّي ! وماذا عساها تغنّي وهي أولى بنات جنسها التي تلطّفت بزيارة جبالنا منذ شهور وشهور ؟ إنّها بالأكيد تغنّي : لقد هجم الربيع ! وإنّها لتبشّرني بأن قوافل المغنّين من الطير قادمة إلينا من الجنوب لتنضمّ إلى الجوقة التي تلازم هذه الجبال صيف شتاء .. كالحسُّون و (( النقار )) وأبي الحنّاء ( بو الحن ) وتلك الشادية العبقريّة التي لولا حنجرة لها تفوق حناجر العنادل قوّة وعذوبة لحسبتها فراشة قبل أن تحسبها عصفورة . ذلك لضآلة حجمها بين العصافير . أمّا اسمها ــ ويا خجلي من اسمها ــ فهو في لغتنا الجبليّة (( دعويقة )) !
ومرحى ثمّ مرحى ! فتلك الشوحة ورفيقها المدوّمان في الجوّ ــ هناك , هناك ــ فوق تلك الصخرة الماردة حيث يعتزمان أن يبنيا لهما عشّاً يتعذّر الوصول إليه إلّا على الريح وعليهما , هما كذلك من جنود الطليعة في هجوم الربيع ! وقدومهما شهادة لنا بأن الربيع لن يتوقف في زحفه , وحاشا أن يعود القهقرى .
ومرحى ثمّ مرحى ثمّ مرحى لتلك لجوقة التي أيقظها الربيع من سُباتها العميق فراحت تبثه شكرانها نقيقاً صاخباً , مزعجاً . ولكنّه لا يزعجني اليوم لأنّني أسمع فيه لحناً من ألحان الربيع . حتى الضفادع تغدو كائنات محبّبة إلى القلب والأذن عندما تحمل إليهما بشائر الانعتاق من سجن الشتاء .
ويطول بي دربي ويستبق خيالي الواقع , فأبصر جحافل الربيع تزحف وتزحف حتى تدرك القمّة . ولن تدركها قبل أواخر حزيران , وقبل أن تكسو السفوح والحقول والكروم والبساتين والأحراج بالأخضر والأحمر , وبالأصفر والأبيض , وبالبنفسجي والبرتقالي , وسائر الألوان التي تنهل منها العين ولا ترتوي . أمّا العطور والأغاريد فيترنّح منها حتى الهواء , ويسكر بها الذين يشمّون بقلوبهم ويسمعون بأرواحهم . إذ ذاك يبلغ ربيعنا أشدّه , ويبلغ زحفه الظافر الذروة , فيتنازل للصيف عن القيادة , وينام على غاره حتى تدور الأرض دورة جديدة .
وتقترب الشمس من البحر . فأعود أدراجي وفي النفس جوع إلى المزيد من بواكير الربيع ومباهجه . فأقول لها : أما عرفتِ بعدُ أن الربيع ليس للشبع ؟ فيكفيك منه نغمة وشمّة وضمّة وذكرى , ثمّ يكفيك أن يقول لك الناس وأن تقولي للناس :
لقد هجم الربيع !

مـيخائيـل نـعيمـه ... « هجم الربيع ـ من كتاب في مهبِّ الريح (1953) »

أسئلة مشابهة

0 تصويتات
2 إجابة
سُئل فبراير 8، 2019 بواسطة مجهول
0 تصويتات
7 إجابة
سُئل أبريل 18، 2017 بواسطة مجهول
0 تصويتات
1 إجابة
سُئل يناير 5 بواسطة مجهول
  • تلخص
  • قصة
  • هجم
  • الربيع
  • في20
  • سطرا
مرحبًا بك في موقع ساعدني.
X
...