في إحدى الليالي الباردة، كنت أجلس في غرفتي وأقرأ كتابا عن حكايات وأساطير الشعوب القديمة. كان الكتاب مثيرا للاهتمام ومليئا بالمغامرات والخيال. فجأة، سمعت صوتا غريبا يخرج من الكتاب.
نظرت إلى الصفحة التي كنت أقرأها، فإذا بها تتحول إلى بوابة مضيئة. شعرت بفضول شديد، فقررت أن أدخل إلى تلك البوابة لأرى ما وراءها.
لم أصدق عيني حين وجدت نفسي في عالم آخر، مختلف تماما عن عالمي. كان هناك جبال عالية وغابات كثيفة وبحيرات صافية. كان الهواء نقيا والطبيعة خلابة.
لكن ما أثار انتباهي أكثر هو أن هذا العالم مليء بالمخلوقات الأسطورية، مثل التنانين والعفاريت والجن والسحرة والملائكة. كانوا يعيشون في سلام ووئام مع بعضهم البعض، وكان لكل منهم قصة خاصة به.
أحببت هذا العالم كثيرا، فقررت أن أستكشفه أكثر. تجولت في شوارعه وساحاته، وتحدثت مع سكانه، وسمعت منهم حكايات رائعة عن تاريخهم وثقافتهم وأسطورتهم. كان كل شيء جديدا ومدهشا بالنسبة لي. شعرت بأنني في حلم جميل، لا أريد أن أستيقظ منه.
لكن بعد مدة، بدأت أشعر بالحنين إلى عالمي الحقيقي. فكرت في عائلتي وأصدقائي وحياتي الطبيعية. تذكرت أن هذا العالم ليس لي، وأنني لست منه. فقررت أن أعود إلى غرفتي، قبل أن تغلق البوابة نهائيا.
ودعت المخلوقات الأسطورية بحزن، وشكرتهم على حسن ضيافتهم وصداقتهم. ثم دخلت إلى البوابة مجددا، ووجدت نفسي في غرفتي، كأن شيئا لم يحدث.
أغلقت الكتاب بسرعة، ووضعته في رف المكتبة. ثم اضطجعت على سريري، وبدأت أفكر في ما رأيته وسمعته في ذلك العالم الخيالي. شعرت بسعادة غامرة، لأنني عشت تجربة فريدة من نوعها. لكن شعرت أيضا بارتياح، لأنني عدت إلى عالمي الحقيقي. فلا شيء يضاهي جمال الواقع.