القصيدة الشعرية هي مجموعة أبيات من بحر واحد متفقة في الحرف الأخير، وفي عدد التفعيلات، وأقلها ستة أبيات. وكمال القصيدة يتحقق بتحقق الشروط التالية:
- الوحدة الموضوعية: أي أن تكون القصيدة تدور حول موضوع واحد، ولا تشتت بين موضوعات مختلفة.
- الوحدة العضوية: أي أن تكون أجزاء القصيدة مترابطة ومتماسكة، ولا تبدو وكأنها مجموعة من الأفكار المنفصلة.
- الوحدة الفنية: أي أن تكون القصيدة مكتوبة بأسلوب فني متقن، يعتمد على الصور الشعرية والتراكيب البديعة.
أما معنى "كمالة القصيدة مالي مكملة" فهو أن القصيدة لا تكتمل إلا بوجود العنصر البشري، الذي يقوم بتلقيها وفهمها والاستمتاع بها. فالقصيدة هي مجرد نص مكتوب، لا قيمة له إلا إذا وجد من يقرأه ويتفاعل معه.
وهذا المعنى ينطبق على جميع أنواع الفنون، حيث أن الفن لا يكتمل إلا بوجود المتلقي. فمثلما لا تكتمل الموسيقى إلا بوجود المستمع، ولا تكتمل اللوحة إلا بوجود المشاهد، كذلك لا تكتمل القصيدة إلا بوجود القارئ.
ولذلك فإن الشاعر لا يخلق القصيدة وحده، بل هو يشارك في خلقها القارئ أيضًا. فالقارئ هو الذي يمنح القصيدة معناها وروحها، ويجعلها تنبض بالحياة.
وفيما يلي بعض الأمثلة التي توضح أهمية المتلقي في كمال القصيدة:
- قد يقرأ القارئ القصيدة ويفهمها بفهم مختلف عن فهم الشاعر نفسه.
- قد يتفاعل القارئ مع القصيدة ويشعر بمشاعرها بشكل أعمق من الشاعر نفسه.
- قد يجد القارئ في القصيدة معاني ودلالات لم تكن في ذهن الشاعر.
ولذلك فإن الشاعر يسعى دائمًا إلى الوصول إلى أكبر عدد ممكن من القراء، حتى يتمكنوا من المشاركة في خلق قصائده وجعلها أكثر كمالًا.