تؤدي الفقرة الأولى من قصة "موت الشعر الأسود" وظيفة مهمة على مستوى الدلالة، وهي وظيفة التقديم والتمهيد للأحداث التي تليها. حيث تبدأ الفقرة بوصف لمكان الحدث، وهو "منزل الشاعر في ضاحية المدينة"، ثم تنتقل إلى وصف للشاعر نفسه، وهو "رجل في الأربعين من عمره، ذو شعر أسود كثيف، ووجه نحيل، ونظرة حزينة".
يمكننا أن نلاحظ أن هذا الوصف يوحي بجو من الحزن والاكتئاب، وهو الجو الذي سيسيطر على أحداث القصة. كما أن وصف الشاعر بشعره الأسود كثيف يوحي بأهمية الشعر في حياته، وأنه هو الذي يمثل هويته وشخصيته.
وبالتالي، فإن هذه الفقرة تؤدي وظيفة الإعداد للأحداث التي تليها، حيث توحي بالجو الذي سيسيطر على القصة، وتوضح أهمية الشعر في حياة الشاعر.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الفقرة تؤدي وظيفة أخرى، وهي وظيفة جذب انتباه القارئ وإثارة اهتمامه. حيث أن وصف الشاعر بشعره الأسود كثيف، ووجهه النحيل، ونظرته الحزينة، يخلق صورة مميزة في ذهن القارئ، وتثير فيه الفضول لمعرفة ما الذي سيحدث لهذا الشاعر.
وبذلك، فإن الفقرة الأولى من قصة "موت الشعر الأسود" تؤدي وظيفتين مهمتين على مستوى الدلالة، وهما وظيفة التقديم والتمهيد للأحداث التي تليها، ووظيفة جذب انتباه القارئ وإثارة اهتمامه.