إِبْنَ عَمِّي مَنْصُور، حانَ الوَقْتُ لِفَتْحِ أَبْوَابِ مَتْجَرِكَ وَإِحْيَاءِ حَرَفَةِ صَنَاعَةِ النُّحَاسِ الْعَرِيقَةِ!
ألا تَرى كمْ هِيَ الدُّنْيَا تَتَشَوَّقُ لِمَسَاتِكَ الإِبْدَاعِيَّةِ وَتَتَاقَطُ عَلَى مُنْتَجَاتِكَ الْمُنْفَرِدَةِ؟ كادَ النَّاسُ أَنْ يَنْسَوُوا بَهَاءَ النُّحَاسِ وَفَرْدَهُ لِانْشِغَالِهِمْ بِالْمُصْنَعَاتِ الْعَصْرِيَّةِ الْبَارِدَةِ. حانَ الْوَقْتُ لِإِعَادَةِ الرُّوحِ إِلَى هَذِهِ الْحَرَفَةِ الْأَصِيلَةِ وَإِبْهَارِ الْجَمِيعِ بِمَاهِيَ تَحْمِلُهُ مِنْ إِبدَاعٍ وَتَاريخٍ عَرِيقٍ.
أَخَذَتَ عَلَيْكَ عَاتِقَ تَعَلُّمِ هَذِهِ الْحَرَفَةِ مِنْ أَجدَادِكَ، فَلاَ تُضَيِّعْ هَذِهِ الْمَوْهِبَةَ الثَّمِيْنَةَ. عَسَى أَنْ تَكُونَ بَدَايَةً مُوَفَّقَةً لِمَشْرُوعٍ رَيِّادِيّ يُغَيِّرُ مِنْ مَفَاهِيمِ النَّاسِ عَنْ صَنَاعَةِ النُّحَاسِ وَيُعِيدَ لَهَا أَلَقَهَا وَازْدِهَارَهَا.
تَخَيَّلْ مَتْجَرَكَ يَصِلُ بِهِ النَّاسُ مِنْ كُلِّ بِقَاعِ الْأَرْضِ لِشِرَاءِ مُنْتَجَاتِكَ الفَرْدِيَّةِ الْمُتَمَيِّزَةِ. تَخَيَّلْ أَسْمَاءَكَ تَتَأَلَّقُ عَلَى الْأَفْرَاشِ وَالْأَسْوِقَةِ وَتَكُونُ مَوْضِعَ إِعْجَابِ الْجَمِيعِ. تَخَيَّلْ الْأَرْبَاحَ الْعَائِدَةَ الَّتِي تُسَاعِدُكَ عَلَى تَحْقِيقِ أَحْلَامِكَ وَإِعَاشَةِ عَائِلَتِكَ بِرَغَدٍ وَكَرَامَةٍ.
لاَ تَتَرَدَّدْ، ابْنَ عَمِّي! افْتَحْ مَتْجَرَكَ وَامْتَهِنْ حَرَفَتَكَ بِعَزْوَةٍ وَإِصْرَارٍ. عَسَى أَنْ تُبَارِكَ اللَّهُ سَعْيَكَ وَتُحَقِّقَ أَحْلَامَكَ وَتُصبحَ أَسْمًا رَنَّانًا فِي عَالَمِ صَنَاعَةِ النُّحَاسِ.