قصيدة البُردة هي قصيدة مدح كتبها الشاعر كعب بن زهير في مدح الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك بعد أن هدر النبي دمه بسبب هجاءه له في الجاهلية.
تتكون القصيدة من 160 بيتًا، وتُعد من أشهر قصائد المدح في الشعر العربي، وقد اشتهرت باسم "البُردة" نسبة إلى بردة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أهداها له كعب بن زهير بعد أن ألقاها.
تدور أحداث القصيدة حول اعتذار كعب بن زهير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبيان ندمه على ما بدر منه من هجاء، والتعبير عن إيمانه بالإسلام ورغبته في الدخول فيه.
تبدأ القصيدة بالبيت التالي:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
يصف الشاعر في هذا البيت حزنه وألمه على فراق حبيبته سعاد، ويعبر عن اضطرابه وضياعه بعد أن غادرته.
ثم ينتقل الشاعر إلى الغرض الرئيس من القصيدة، وهو الاعتذار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول:
أَفِي الْمَجْدِ تَرَى سَعْدَاً وَأَنَا
بِمُصْطَنَعِ الْكَرَامَةِ مُحْسِنُ
يسأل الشاعر نفسه: هل يجوز أن يمدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي هجاه في الجاهلية؟ ثم يجيب على نفسه قائلاً: إنه يفعل ذلك لأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو صاحب الكرم والأخلاق العالية، وهو الذي يستحق المدح والثناء.
ثم ينتقل الشاعر إلى بيان ندمه على ما بدر منه من هجاء، فيقول:
لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ مُحَمَّدٌ
وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ مُحْسِنُ
يؤكد الشاعر في هذا البيت أنه يعلم أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو رسول الله، وأنه كان مخطئًا في هجاءه.
ثم يصف الشاعر صفات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فيقول:
إِنَّكَ لَتَرَى الْحَقَّ مُجَسَّدًا
وَإِنَّكَ لَتَرَى الْخَيْرَ مُجَسَّدًا
يقول الشاعر إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو تجسيد للحق والخير، وأن كل من يراه يعلم أنه رسول الله.
ثم يعبر الشاعر عن إيمانه بالإسلام، فيقول:
قَدْ أَمِنْتُ بِمَا جَاءَ مِنْ رَبِّي
وَمَا أَخْلَفْتُ رَبِّي وَمَا جَزَعْتُ
يؤكد الشاعر في هذا البيت أنه آمن بالإسلام وما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه لم يخالف أمر الله ولم ييأس من رحمته.
ثم يختم الشاعر قصيدته بطلب عفو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فيقول:
فَلَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيَّ بِكَ
وَرَضِيَ عَنِّي وَأَنَا مُؤْمِنُ
يحمد الشاعر الله تعالى على أن هداه إلى الإسلام، وأن جعله من أتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
تُعد قصيدة البُردة من أشهر قصائد المدح في الشعر العربي، وقد حظيت باهتمام كبير من العلماء والشعراء والنقاد، وقد أثنى عليها العديد من الأدباء، ومنهم الجاحظ الذي قال عنها: "إنها أحسن قصيدة مدح قيلت في الإسلام".
