ذكرت سورة يس في القرآن الكريم قصة أهل قرية أخرى كذبت الرسل، وهي قصة قوم هود عليه السلام. أرسل الله تعالى إلى قوم هود نبيه هودًا عليه السلام، ليدعوهم إلى عبادة الله وحده، وترك عبادة الأصنام. ولكنهم كذبوه، وسخروا منه، وقالوا: {مَا أَنْتَ إِلَّا مِنَ الْمُسَحَّرِينَ} [هود: 5].
وكان هود عليه السلام يدعو قومه ليلًا ونهارًا، ولكنهم أصروا على كفرهم وعنادهم. فأنزل الله تعالى عليهم عذابًا شديدًا، فجعل عاليهم سافلهم، وأرسل عليهم ريحًا عاصفًا عاتية، فأهلكتهم جميعًا.
وذكرت هذه القصة في سورة هود، في الآيات من 5 إلى 62، وإليك بعض الآيات التي تتحدث عن هذه القصة:
- {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أَمْرِيْتٍ مِنْ قَوْمِ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ} [هود: 5].
- {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ} [هود: 24].
- {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تُغْنِي عَنِّي شَفَاعَتُكُمْ شَيْئًا وَلَا تُنْقِذُونِ} [هود: 52].
وفي هذه الآيات نرى أن أهل قرية هود كذبوا نبيهم مثلما كذب أهل القرية الأولى نبيهم، وأنهم أصروا على كفرهم وعنادهم، حتى أهلكهم الله تعالى جزاءً على كفرهم.
وهذه القصة تُعدّ عبرةً لكل من يكذب الرسل، وتُبين أن الله تعالى لا يرحم من يكذب رسله، بل يهلكه جزاءً على كفره.