البيت الشعري المذكور هو أحد أبيات معلقة زهير بن أبي سلمى، وهو شاعر عربي جاهلي عاش في القرن السادس الميلادي. البيت يعني أن الموت قدر محتوم لا مفر منه، مهما حاول الإنسان الهرب منه أو تأجيله. فالموت هو أحد أسباب الحياة، وهو لا يختص بشخص دون آخر، مهما كان خوفه منه أو هربه منه.
ويمكن تقسيم البيت إلى قسمين:
- القسم الأول: "ومن هاب أسباب المنايا يناله".
يقول زهير في هذا القسم إن الذي يخشى الموت ويهرب منه، فسوف يناله الموت لا محالة. فالموت هو قدر كل إنسان، وهو لا يختص بأشخاص دون آخرين.
- القسم الثاني: "وإن يرق أسباب السماء بسلم".
يقول زهير في هذا القسم أن الذي يحاول الصعود إلى السماء سلمًا للهروب من الموت، فسوف يناله الموت أيضًا. فالموت هو قدر محتوم، ولا يمكن الهروب منه أو تأجيله مهما حاول الإنسان ذلك.
وهذا البيت يعكس فلسفة زهير في الحياة والموت. فهو يرى أن الموت هو أحد أسباب الحياة، وهو لا يختص بأشخاص دون آخرين. لذلك، فإن الإنسان يجب أن يتقبل الموت ويستعد له، بدلاً من أن يخشى منه أو يهرب منه.
ويمكن أن نضرب مثالًا على هذا البيت في حياتنا اليومية. فالإنسان الذي يخاف من الموت قد يحاول أن يعيش حياة آمنة بعيدة عن المخاطر، ولكن هذا لن يمنعه من الموت. فالموت يأتي في الوقت الذي يضعه الله تعالى، ولا يمكن أن يهرب منه الإنسان مهما حاول ذلك.
وعلى الجانب الآخر، فالإنسان الذي يتقبل الموت ويستعد له، فهو يعيش حياة أكثر سعادة وطمأنينة. فهو لا يخاف من الموت، ويعرف أنه قدر محتوم. لذلك، فهو يركز على عيش حياته على أكمل وجه، ويترك أمر الموت لله تعالى.