توسيع فكرة القولة:
تشير القولة إلى أن الخلق من عدم هو أمر مستحيل، ولا يمكن تحقيقه إلا من قبل إله أو قوة مطلقة. أما الإنسان، فهو مبدع، ولكنه ليس مبدعًا مطلقًا. فهو في حاجة إلى وسائل وأدوات تساعده على الإبداع.
التوضيح:
يمكن توضيح هذه الفكرة من خلال عدة أمثلة. فمثلاً، عندما يكتب الكاتب قصة أو مقالة، فإنه لا يخلق الكلمات من عدم، بل يستخدم كلمات وتراكيب لغوية موجودة بالفعل. عندما يرسم الفنان لوحة، فإنه لا يخلق الألوان من عدم، بل يستخدم ألوانًا موجودة في الطبيعة أو في لوحات أخرى. عندما يلحن الموسيقار قطعة موسيقية، فإنه لا يخلق النوتات الموسيقية من عدم، بل يستخدم نوتات موسيقية موجودة في تراث الموسيقى العالمية.
وهكذا، فإن كل ما يبدعه الإنسان هو في الواقع إعادة تشكيل لما هو موجود بالفعل. والإبداع الإنساني هو عملية تحويل وبناء، وليس خلقًا من عدم.
الطلب المستمر للوسائل:
يمكن أن نجد دليلًا آخر على أن الإنسان ليس مبدعًا مطلقًا في حقيقة أنه في طلب مستمر للوسائل. فالإبداع الإنساني يعتمد على مجموعة من الوسائل، مثل الأدوات والتقنيات والمواد الخام. وكلما تقدمت التكنولوجيا، زادت الوسائل المتاحة للإنسان، وأصبح قادرًا على خلق أشياء جديدة أكثر تعقيدًا.
وهكذا، فإن الإنسان لا يكتفي بالوسائل الموجودة بالفعل، بل يسعى دائمًا إلى ابتكار وسائل جديدة تساعده على الإبداع. وهذا دليل على أن الإبداع الإنساني ليس مطلقًا، بل يعتمد على مجموعة من العوامل الخارجية.
الخاتمة:
في الختام، يمكن القول أن القولة "الخلق من عدم أو ابداع مطلق، وهدا لا يصدق في حق العملية التي يقوم بها الانسان من حيث هو مبدع وحسب. لانه في طلب مستمر للوسائل..." هي قولة صحيحة. فالإنسان مبدع، ولكنه ليس مبدعًا مطلقًا. فهو في حاجة إلى وسائل وأدوات تساعده على الإبداع، كما أنه في طلب مستمر للوسائل الجديدة التي تساعده على خلق أشياء جديدة أكثر تعقيدًا.