في قصيدة بركة المتوكل للبحتري، يصف الشاعر البركة بأنها ذات جمال أخاذ، ويرى أنها تنافس البحر في الكبراعة. هذا الأمر أثار غيرة دجلة، التي هي نهر كبير وذو أهمية تاريخية وحضارية. فبدأت دجلة تتدفق بقوة إلى البركة، كأنما تتباهى بجمالها وعظمتها.
يمكن تفسير غيرة دجلة من البركة بعدة أسباب، منها:
- الحجم: دجلة نهر كبير، بينما البركة مجرد جسم مائي صغير. فكان من الطبيعي أن تشعر دجلة بالغيرة من البركة الصغيرة التي تنافسها في الجمال.
- المكان: كانت البركة تقع في بسر من رأى، وهي مدينة بناها المعتصم على دجلة. فكان من الطبيعي أن تشعر دجلة بالغيرة من البركة التي تقع في مدينتها.
- الجمال: كانت البركة ذات جمال أخاذ، كما وصفها الشاعر. فكان من الطبيعي أن تشعر دجلة بالغيرة من البركة التي تنافسها في الجمال.
في النهاية، يمكن القول أن غيرة دجلة من البركة هي تعبير عن التنافس بين الجمال الطبيعي والجمال الصناعي. ففي حين أن دجلة هي رمز للجمال الطبيعي، فإن البركة هي رمز للجمال الصناعي. ولعل هذا التنافس هو ما يمنح الحياة جمالها وروعتها.