البيت الأول من قصيدة "مدح سيف الدولة الحمداني" لأبي الطيب المتنبي، يقول فيه:
لكل امرىءٍ من دهره ما تعودا وعادةُ سيفِ الدّوْلةِ الطعنُ في العدى
يقول المتنبي في هذا البيت أن كل شخص يميل إلى القيام بالأمور التي اعتاد عليها، وأن عادة سيف الدولة الحمداني هي الطعن في أعداءه.
وهذا البيت يعبر عن حقيقة نفسية عامة، وهي أن الإنسان يميل إلى تكرار الأفعال التي اعتاد عليها، سواء كانت هذه الأفعال جيدة أو سيئة. فمثلاً، إذا اعتاد الشخص على الصدق، فسوف يميل إلى الصدق في معاملاته مع الآخرين. وإذا اعتاد الشخص على الكذب، فسوف يميل إلى الكذب في معاملاته مع الآخرين.
وهذا البيت يمكن أن يُفسَّر على عدة مستويات:
- على المستوى الشخصي، يمكن أن يشير إلى أن الإنسان يميل إلى القيام بالأمور التي تتوافق مع طبيعته وشخصيته. فمثلاً، إذا كان الشخص يتمتع بشخصية عدوانية، فسوف يميل إلى القيام بأعمال العنف ضد الآخرين.
- على المستوى الاجتماعي، يمكن أن يشير إلى أن الإنسان يميل إلى القيام بالأمور التي تتوافق مع العادات والتقاليد السائدة في المجتمع الذي يعيش فيه. فمثلاً، إذا كان المجتمع يتسم بالعنف، فسوف يميل أفراد هذا المجتمع إلى القيام بأعمال العنف.
- على المستوى التاريخي، يمكن أن يشير إلى أن الأمم والشعوب تميل إلى القيام بالأعمال التي تتوافق مع طبيعتها وتاريخها. فمثلاً، إذا كانت أمة ما تتمتع بروح الفروسية، فسوف تميل إلى القيام بأعمال الفروسية.
وعلى أي حال، فإن بيت "لكل امرىءٍ من دهره ما تعودا" هو بيت فلسفي عميق، يعكس حقيقة نفسية عامة.