الإجابة المختصرة هي: نعم، إذا أعطيت شرطي المرور مبلغًا من المال لكي يغض الطرف عن مخالفتك المرورية، فقد تكون قد أشركت بالله.
الشرك بالله هو أن تجعل لغير الله تعالى شريكًا في العبادة، أو أن تعتقد أن لغير الله تعالى سلطة أو قدرة على النفع أو الضر. وإعطاء الرشوة لشرطي المرور يعتبر شركًا بالله لأنه فيه اعتقاد أن رشوة الشرطي ستجعله يغض الطرف عن المخالفة، وبالتالي ستنجو من العقوبة. وهذا الاعتقاد يعني أنك تعتقد أن الشرطي هو الذي يملك القدرة على النفع أو الضر، وليس الله تعالى.
وهذا الاعتقاد خاطئ، لأن الله تعالى هو وحده الذي يملك القدرة على النفع والضر. وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: "وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين" (سورة هود: 6).
ولذلك، فإن إعطاء الرشوة لشرطي المرور يعتبر من الكبائر التي حرمها الله تعالى. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لعن الله الراشي والمرتشي" (رواه أحمد).
وإذا أقدمت على إعطاء الرشوة لشرطي المرور، فعليك أن تتوب إلى الله تعالى، وأن تندم على ما فعلت، وأن تعقد العزم على عدم العودة إلى ذلك في المستقبل.
وهناك بعض الحالات التي قد تكون فيها الرشوة مباحة، مثل:
- إذا كانت الرشوة تُدفع لإقامة العدل أو تحقيق الحق.
- إذا كانت الرشوة تُدفع لمنع وقوع ظلم أو ضرر.
ولكن هذه الحالات نادرة الحدوث، ويجب أن تُدرس بعناية قبل القيام بأي عمل.