قصة ليلى الناعطية هي إحدى قصص كتاب "البخلاء" للجاحظ، وهي قصة قصيرة تدور حول امرأة بخيلة تدعى ليلى. تبدأ القصة بوصف الجاحظ لبخل ليلى الشديد، حيث أنها كانت ترتقع قميصاً وتلبسه حتى صار القميص الرقع، وذهب القميص الأول. ثم يروي الجاحظ موقفاً طريفاً من حياة ليلى، حيث أنها كانت تجلس في مجلسها مع بعض النساء، فقالت إحداهن: "عجباً لهذا الفرس، إنه أحسن الفرس التي رأيتها في حياتي". فقالت ليلى: "إنه فرس رخيص، وما أعجبك فيه؟". فقالت المرأة: "عجبت من سرعة ركضه". فقالت ليلى: "إنه فرس مريض، وما يركض إلا لأنه مريض".
تكشف هذه القصة عن شدة بخل ليلى، حيث أنها كانت ترى أن كل شيء حولها رخيصاً، حتى الفرس الجيد. كما أنها كانت تحاول تبرير بخلها بحجج سخيفة، مثل أنها كانت تعتقد أن الفرس المريض هو أفضل من الفرس السليم.
يمكن تحليل قصة ليلى الناعطية من عدة جوانب، منها:
- الجانب الأدبي: تتميز القصة بأسلوب الجاحظ الساخر، حيث أنه يصور شخصية ليلى بخفة دم وطرافة. كما أن القصة تحتوي على بعض الجمل البلاغية الجميلة، مثل قوله: "إنها لخرقاء. أنا، والله، أحوص الفتق، وفتق الفتق، وأرقع الخرق، وخرق الخرق".
- الجانب الاجتماعي: تعكس القصة بعض العادات والتقاليد الاجتماعية في العصر العباسي، حيث كانت البخل من العادات السائدة في ذلك الوقت. كما أن القصة تبرز أهمية السخاء والكرم في المجتمع.
- الجانب النفسي: تكشف القصة عن بعض الصفات النفسية السلبية، مثل البخل والحرص. كما أنها تبرز أهمية التوازن في الحياة، حيث أن الإفراط في البخل أو الكرم يؤدي إلى نتائج سلبية.
بشكل عام، تعد قصة ليلى الناعطية من القصص القصيرة الجميلة التي تتميز بأسلوبها الأدبي الساخر، كما أنها تعكس بعض العادات والتقاليد الاجتماعية والنفسية في العصر العباسي.