نعم، استرعى انتباهي طفل متشرد وهو مازال في سن التمدرس، كان ذلك في أحد شوارع مدينة مراكش. كان الطفل في العاشرة من عمره، وكان يجلس على الرصيف، يرتدي ملابس بالية، ووجهه يدل على الحزن والتعب. كان ينظر إلى المارة بعيون فارغة، وكأنه لا يشعر بوجودهم.
وقفت أمامه وسألته: "ما اسمك؟"
أجابني بصوت خافت: "اسمي محمد".
سألته: "لماذا أنت هنا؟"
أجابني: "لا أعرف، فقد فقدت والدي ووالدتي، وأنا الآن أعيش في الشارع".
شعرت بالحزن الشديد لسماع قصته، فهذه قصة مؤلمة جداً لطفل في سنه. حاولت أن أساعده، فأعطيته بعض المال، وسألته إن كان يريد أن أرافقه إلى أي مكان. رفض في البداية، ولكن بعد إلحاح مني، وافق على ذلك.
رافقته إلى مركز رعاية الطفولة المشردة، وهناك تم تقديم المساعدة له، وتمت إعادة دمجه في المدرسة.
لقد كانت هذه تجربة مؤثرة جداً بالنسبة لي، فقد علمتني أن هناك الكثير من الأطفال في العالم يعيشون في ظروف قاسية، وأن علينا أن نبذل قصارى جهدنا لمساعدتهم.
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ظاهرة التشرد عند الأطفال، منها:
- الفقر المدقع
- الحروب والنزاعات
- الكوارث الطبيعية
- التفكك الأسري
- الاستغلال من قبل المجرمين
هذه الأسباب تحرم الأطفال من حقهم في العيش في بيئة آمنة وصحية، وتلقي التعليم، والتمتع بطفولتهم.
هناك العديد من الأشياء التي يمكننا القيام بها لمساعدة الأطفال المشردين، منها:
- التبرع للجمعيات التي تعنى برعاية الأطفال المشردين
- التوعية بمخاطر ظاهرة التشرد
- المطالبة بسن قوانين تحمي الأطفال من الاستغلال
إن مساعدتنا للأطفال المشردين هي واجب إنساني، فنحن نساعدهم على بناء مستقبل أفضل لأنفسهم ومجتمعهم.