يتراكم الزئبق في السلسلة الغذائية من خلال عملية تسمى التضخيم البيولوجي. يحدث التضخيم البيولوجي عندما يستهلك كائن حي آخر كائنًا حيًا يحتوي على الزئبق. ثم يتراكم الزئبق في جسم الكائن الحي الجديد، ويصبح أكثر تركيزًا.
يحدث التضخيم البيولوجي بشكل خاص في السلسلة الغذائية المائية. حيث أن النباتات والحيوانات المائية تميل إلى امتصاص الزئبق من الماء بسهولة أكبر من الكائنات الحية البرية.
في السلسلة الغذائية المائية، يبدأ التضخيم البيولوجي في الكائنات الحية الدقيقة، مثل الطحالب والنباتات المائية. تتراكم هذه الكائنات الحية الدقيقة الزئبق من الماء، ثم تستهلكها الحيوانات المفترسة الصغيرة، مثل العوالق. ثم تستهلك الحيوانات المفترسة الكبيرة، مثل الأسماك، العوالق.
كلما ارتفع الكائن الحي في السلسلة الغذائية، زاد تركيز الزئبق في جسمه. ويرجع ذلك إلى أن الكائنات الحية المفترسة تستهلك كميات أكبر من الطعام مقارنة بالحيوانات العاشبة.
على سبيل المثال، قد يحتوي سمك السلمون البري على مستويات عالية من الزئبق، حيث أنه يتغذى على الأسماك الصغيرة التي تتراكم الزئبق من العوالق.
يمكن أن يكون التضخيم البيولوجي للزئبق خطيرًا على الحيوانات والبشر. حيث يمكن أن يسبب الزئبق تلفًا في الدماغ والجهاز العصبي.
فيما يلي بعض العوامل التي تؤثر على تركيز الزئبق في السلسلة الغذائية:
- مستوى التلوث بالزئبق في البيئة: كلما زاد التلوث بالزئبق في البيئة، زاد تركيز الزئبق في السلسلة الغذائية.
- نوع الكائن الحي: تميل الكائنات الحية التي تعيش في الماء إلى امتصاص الزئبق بسهولة أكبر من الكائنات الحية البرية.
- حجم الكائن الحي: تميل الكائنات الحية الكبيرة إلى امتصاص كميات أكبر من الزئبق من الكائنات الحية الصغيرة.
- نوع الطعام الذي يأكله الكائن الحي: تميل الكائنات الحية التي تتغذى على الكائنات الحية التي تحتوي على الزئبق إلى امتصاص كميات أكبر من الزئبق.
يمكن اتخاذ بعض الإجراءات للحد من التضخيم البيولوجي للزئبق، مثل:
- تقليل التلوث بالزئبق في البيئة: يمكن القيام بذلك عن طريق الحد من استخدام الوقود الأحفوري، وإعادة تدوير النفايات، واستخدام بدائل غير سامة للزئبق.
- تجنب تناول الأسماك التي تحتوي على مستويات عالية من الزئبق: يمكن القيام بذلك عن طريق التحدث مع الطبيب أو أخصائي التغذية حول كمية الأسماك الآمنة التي يمكن تناولها.