معنى قول ديكارت في أجد اللذة القصوى في اكتشاف الحجج بنفسي، لا في الإصغاء لحجج الغير؟
هذا القول هو اعتراف من ديكارت بأنه يفضل الاعتماد على قدراته العقلية ومنهجه الفلسفي في البحث عن الحقيقة، بدلا من اتباع ما قاله الفلاسفة السابقون أو المسلم به من قبل السلطات الدينية أو العلمية.
ديكارت كان مهتما بإيجاد أسس يقينية ومحكمة للمعرفة، ولذلك رفض كل ما يمكن أن يشك فيه أو يخضع للشبهات. وقد اتبع منهج التشكيك المنهجي، والذي يقوم على تجريد العقل من كل المفاهيم والأحكام التي تردد عليه من خلال التربية والتعليم والتجربة، والاحتفاظ فقط بما يمكن إثباته بالضرورة والوضوح.
وقد اعتبر ديكارت أن أول حقيقة يقينية هي وجوده كمفكر، فقال: "أنا أفكر إذًا أنا موجود". ومن هذه الحقيقة استنتج ديكارت وجود الله ككائن فائق الكمال، والذي لا يمكن تصور شيء أعظم منه، والذي لا يستطيع أن يخدعه أو يضلله. وبالاستناد إلى وجود الله، استطاع ديكارت أن يثبت وجود العالم المادي كحقيقة ثانية، وأن يبرر استخدام حواسه وعقله في معرفة طبيعة هذا العالم.
إذًا، معنى قول ديكارت هو تأكيد على استقلالية عقله وأصالة فلسفته، ورغبته في تخطي ما سبقه من مدارس فكرية، وإظهار قدراته في ابتكار حجج جديدة تؤسس لمعرفة صحيحة وثابتة.