موضوع تعبير عن الأندلس مستعينا بأفكار القصيدة في مدخل الحمراء
الأندلس هي إحدى أجمل وأعظم الحضارات التي شهدها التاريخ، فهي حضارة ازدهرت في شبه الجزيرة الأيبيرية بين القرنين الثامن والخامس عشر الميلاديين، وكانت مهداً للعلوم والفنون والأدب والشعر. ومن أشهر شعراء الأندلس ابن حمديس، الذي ألف قصيدة في مدح قصر الملك ناديك الذي يقع في مدينة غرناطة، وهو جزء من المجمع المعروف باسم الحمراء.
في هذه القصيدة، يصف ابن حمديس جمال وروعة هذا القصر، ويستخدم صوراً شعرية رائعة لإظهار عظمة الحضارة الإسلامية في الأندلس. فهو يقول:
"قصرٌ لوَ أنك قد كحلتَ بنوره :::أعمى لعادَ إلى المقام بصيرا"
وهذا يدل على أن نور هذا القصر يشفي من كان أعمى، ويزيد من رؤية من كان بصيرا. وهذا نور هو نور الإسلام والعلم والثقافة التي تنير الأرواح والعقول.
ويقول أيضاً:
"فَلَكٌ من الأفلاكِ إلّا أنّهُ :::حَقَرَ البدورَ فأطلعَ المنصورا"
وهذا يدل على أن هذا القصر هو كالسماء التي تحتوي على الكواكب، ولكنه أجمل منها، فهو يظهر المنصور، وهو اسم الملك ناديك، وهو اسم يعني المظفر والغالب. وهذا يشير إلى قوة وشجاعة هذا الملك في حماية بلاده ودينه.
وفي آخر القصيدة، يقول:
"شَرِبنا على حافاتِهِ دَوْرَ سَكرَةٍ :::وأقْتَلُ سُكْرًا منه لَحْظُ مديرِهِ"
وهذا يدل على أن ابن حمديس شارك في مجالس هذا الملك، وشرب من خموره التي تسكر الأبدان، ولكنه يقول أن سكر نظرته إلى هذا القصر أشد من سكر خموره، فهو يستمتع بجمال هذا المبنى وزخارفه وحدائقه.