أعمال سقراط هي مجموع أفكاره وآرائه الفلسفية التي تركها للعالم، والتي أثرت بشكل عميق في تطور الفلسفة الغربية. لم يترك سقراط كتابات بنفسه، وجل ما نعرفه عنه مستقى من خلال روايات تلامذته عنه. ومن بين ما تبقى لنا من العصور القديمة، تعتبر حوارات "أفلاطون" من أكثر الروايات شموليةً وإلمامًا بشخصية "سقراط".
يمكن تقسيم أعمال سقراط إلى قسمين رئيسيين:
-
القسم الأول: يشمل أفكاره وآرائه حول المعرفة والأخلاق. وقد ركز سقراط في هذا القسم على تعريف المعرفة والفضيلة، وعلاقتها بالخير والشر. وقد خلص سقراط إلى أن المعرفة هي معرفة الخير، وأن الفضيلة هي معرفة الخير والعمل به.
-
القسم الثاني: يشمل أسلوبه في التدريس، والذي يعرف باسم "الطريقة السقراطية". وقد تميزت الطريقة السقراطية بالحوار والنقاش، حيث كان سقراط يحث طلابه على التفكير النقدي وطرح الأسئلة، من أجل الوصول إلى المعرفة والفهم الحقيقيين.
ومن أهم أفكار سقراط في قسم المعرفة والأخلاق ما يلي:
- اعترافه بجهله: كان سقراط دائمًا يعلن جهله، ويحث الآخرين على فعل الشيء نفسه. وقد كان يعتقد أن الجهل هو أصل الشر، وأن الخطوة الأولى نحو الفضيلة هي الاعتراف بالجهل.
- تعريفه للفضيلة: عرّف سقراط الفضيلة بأنها معرفة الخير والعمل به. وقد كان يعتقد أن الفضيلة هي الغاية النهائية للإنسان، وأنها تتحقق من خلال الممارسة المستمرة.
- علاقة المعرفة بالفضيلة: ربط سقراط بين المعرفة والفضيلة، واعتبر أنهما وجهان لعملة واحدة. وقد كان يعتقد أن المعرفة هي شرط أساسي للفضيلة، وأن الفضيلة لا يمكن أن تتحقق بدون المعرفة.
وفيما يتعلق بأسلوبه في التدريس، فقد كان سقراط يعتمد على الحوار والنقاش، من أجل حث طلابه على التفكير النقدي وطرح الأسئلة. وقد كان يعتقد أن هذا هو أفضل طريقة لمساعدة الطلاب على الوصول إلى المعرفة والفهم الحقيقيين.
وقد كان لأعمال سقراط تأثير عميق في تطور الفلسفة الغربية، حيث مهدت الطريق لظهور مدارس فلسفية جديدة، مثل الرواقية والأبيقورية. كما أثرت أفكاره وآراؤه في العديد من المجالات الأخرى، مثل السياسة والأخلاق والدين.