نص "غاية الفن" للفيلسوف الألماني فريدريش هيغل يتناول موضوع غاية الفن، ويذهب هيغل إلى أن غاية الفن هي إيقاظ النفس وتهذيب الأخلاق وتلطيف الهمجية. ويستند هيغل في رأيه هذا إلى أن الفن هو تعبير عن الروح الإنسانية، وأن الروح الإنسانية تسعى إلى الكمال والسمو.
يمكن نقد نص "غاية الفن" من عدة جوانب، منها:
- الافتراض بأن هناك غاية واحدة للفن. فليس صحيحًا أن جميع الأعمال الفنية تسعى إلى تحقيق نفس الغاية. فهناك أعمال فنية تسعى إلى الترفيه، وهناك أعمال فنية تسعى إلى إثارة المشاعر، وهناك أعمال فنية تسعى إلى النقد أو التغيير الاجتماعي.
- الافتراض بأن الفن قادر على إيقاظ النفس وتهذيب الأخلاق. فليس صحيحًا أن جميع الأعمال الفنية لها تأثير إيجابي على النفس البشرية. فهناك أعمال فنية يمكن أن تثير المشاعر السلبية، أو تروج للعنف أو الكراهية.
- الافتراض بأن الفن قادر على تلطيف الهمجية. فليس صحيحًا أن الفن قادر دائمًا على تلطيف الهمجية. فهناك أعمال فنية يمكن أن تستغل لنشر العنف أو الكراهية.
وبالتالي، يمكن القول أن نص "غاية الفن" هو نص موجه، يسعى إلى الدفاع عن دور الفن في المجتمع. ويستند هذا النص إلى افتراضات غير صحيحة، ويمكن نقده من عدة جوانب.
وفيما يلي بعض الأمثلة التي يمكن أن تدعم النقد المذكور أعلاه:
- هناك أعمال فنية لا تسعى إلى تحقيق أي غاية محددة، بل هي مجرد تعبير عن مشاعر أو انطباعات الفنان. مثلًا، لوحات الفنان التجريدي بابلو بيكاسو لا تسعى إلى تحقيق أي غاية محددة، بل هي مجرد تعبير عن رؤيته الفنية للعالم.
- هناك أعمال فنية يمكن أن تؤثر سلبًا على النفس البشرية. مثلًا، الأفلام العنيفة يمكن أن تثير المشاعر العدوانية لدى المشاهدين.
- هناك أعمال فنية يمكن أن تستغل لنشر العنف أو الكراهية. مثلًا، الصور النمطية السلبية التي يتم تقديمها عن بعض الفئات الاجتماعية في الأعمال الفنية يمكن أن تساهم في التمييز ضد هذه الفئات.
وبناءً على هذه الأمثلة، يمكن القول أن غاية الفن ليست واحدة محددة، بل يمكن أن تختلف من عمل فني إلى آخر. كما أن الفن ليس دائمًا قادرًا على إيقاظ النفس وتهذيب الأخلاق أو تلطيف الهمجية.