التطيع المتجدد هو صفة تعني أن يكون المرء مطيعًا دائمًا، ولا ينفك عن الطاعة. وهو من الصفات الحميدة التي ينبغي أن يتحلى بها المسلم، لأن الطاعة لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم هي سبيل السعادة في الدنيا والآخرة.
ومعنى التطيع المتجدد أنه يكون دائمًا في قلب المسلم، ولا يفارقه، حتى في الأوقات التي يجد فيها صعوبة أو مشقة في الطاعة. فالمطيع المتجدد هو الذي يحرص على أداء الفرائض والنوافل، ويتبع أوامر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، مهما كانت الظروف.
وهناك العديد من الأمثلة على التطيع المتجدد في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. فمثلًا، نجد أن الله تعالى وصف عباده المؤمنين بأنهم "أُولَئِكَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (الأعراف: 157).
وفي الحديث الشريف، نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من يطع الله ورسوله فقد طاع الله ورسوله، ومن يعص الله ورسوله فقد عصى الله ورسوله".
ولكي يتحقق التطيع المتجدد في قلب المسلم، لا بد من توافر عدة أمور، منها:
- الإيمان بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومعرفة ما يجب على المسلم من طاعة لله تعالى ورسوله.
- الحرص على أداء الفرائض والنوافل، والالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية.
- الابتعاد عن المعاصي والذنوب، والالتزام بالأخلاق الإسلامية.
- الاستعانة بالله تعالى والدعاء إليه أن يوفقنا للطاعة ويجنبنا المعصية.
وإذا تحققت هذه الأمور في قلب المسلم، فإنه يكون من أهل التطيع المتجدد، الذين هم أهل الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة.