توحيد الله هو أساس الخلاص بالعمل في جميع الديانات السماوية. فالإيمان بالله الواحد الأحد هو الخطوة الأولى على طريق الخلاص، وهو ما يؤكد عليه القرآن الكريم في العديد من الآيات، مثل قوله تعالى: "وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا" (النساء: 116).
ولأن الخلاص بالعمل هو طريق سلوكي، فإن توحيد الله يلعب دورًا أساسيًا فيه، فهو يمنح الإنسان الدافع والطاقة للعمل الصالح، ويجعله يشعر بالمسؤولية أمام الله تعالى. فعندما يؤمن الإنسان بالله الواحد الأحد، فإنه يدرك أن الله هو المحاسب والمجازي، وأن كل عمل صالح يقوم به سيؤجر عليه، وكل عمل سيء سيعاقب عليه. وهذا الوعي بالله تعالى يجعل الإنسان يحرص على فعل الخير، ويجنبه فعل الشر.
وعلاوة على ذلك، فإن توحيد الله يمنح الإنسان الطمأنينة والسعادة، فهو يشعر بأن الله تعالى معه يعاونه ويحميه، ويحقق له ما يسعى إليه من خير. وهذا الشعور بالطمأنينة والسعادة يجعل الإنسان يبذل قصارى جهده في العمل الصالح، ويسعى إلى تحقيق الكمال في حياته.
وفيما يلي بعض الأمثلة على العلاقة بين الخلاص بالعمل وتوحيد الله:
-
الإيمان بالله تعالى يجعل الإنسان يشعر بالمسؤولية أمامه، وهذا الشعور يدفعه إلى العمل الصالح. فعندما يؤمن الإنسان بأن الله هو خالقه ورازقه، فإنه يدرك أنه مكلف بطاعته وعبادته، وأن كل عمل صالح يقوم به سيؤجر عليه، وكل عمل سيء سيعاقب عليه. وهذا الوعي بالله تعالى يجعل الإنسان يحرص على فعل الخير، ويجنبه فعل الشر.
-
الإيمان بالله تعالى يجعل الإنسان يشعر بالطمأنينة والسعادة، وهذا الشعور يجعله يبذل قصارى جهده في العمل الصالح. فعندما يؤمن الإنسان بأن الله تعالى معه يعاونه ويحميه، ويحقق له ما يسعى إليه من خير، فإنه يشعر بالطمأنينة والسعادة. وهذا الشعور يجعل الإنسان يسعى إلى تحقيق الكمال في حياته، ويبذل قصارى جهده في العمل الصالح.
-
الإيمان بالله تعالى يجعل الإنسان يشعر بالوحدة مع الله تعالى، وهذا الشعور يجعله يحرص على التقرب إلى الله تعالى بالعمل الصالح. فعندما يؤمن الإنسان بأن الله تعالى هو إله واحد لا شريك له، فإنه يشعر بالوحدة مع الله تعالى، ويدرك أن الله تعالى هو المقصد والغاية من وجوده. وهذا الشعور يجعل الإنسان يحرص على التقرب إلى الله تعالى بالعمل الصالح، سعيًا إلى رضاه ونيل محبته.
وهكذا، فإن توحيد الله هو أساس الخلاص بالعمل في جميع الديانات السماوية، وهو ما يمنح الإنسان الدافع والطاقة للعمل الصالح، ويجعله يشعر بالمسؤولية أمام الله تعالى، ويمنحه الطمأنينة والسعادة، ويجعله يشعر بالوحدة مع الله تعالى.