قصة حليمة السعدية مرضعة الرسول صلى الله عليه وسلم، هي قصة مليئة بالعبر والدروس المستفادة، منها:
- الإيمان بالله تعالى، وحسن الظن به، وأن الله تعالى يُقدِر الخير لعباده ولو كان في ظاهره الشر. فعندما جاءت حليمة إلى مكة لطلب رضيع، رفضت جميع نساء قريش أن تعطيها أطفالهن، لأنها كانت من عائلة فقيرة، ولأن زوجها كان عاقرًا، ولكن حليمة لم تيأس، وظلّت تؤمن بأن الله تعالى سييسر لها الأمر. وتحقق إيمانها عندما أرسلها الله تعالى إلى بيت آمنة بنت وهب، لترضع ابنها محمد صلى الله عليه وسلم.
- أهمية الأخلاق الحميدة، وأن الأخلاق الحسنة تعود بالنفع على صاحبها، مهما كانت ظروفه. فحليمة كانت امرأة أخلاقها حسنة، وكانت تتصف بالكرم والسخاء، والصبر والتحمل، والحكمة والذكاء. وقد ساعدتها هذه الأخلاق على أن تربي محمدًا صلى الله عليه وسلم تربية صالحة، وأن تُصبح من النساء الصالحات اللاتي حظين برضا الله تعالى.
- أهمية التربية السليمة، وأن التربية السليمة هي أساس بناء المجتمع الصالح. فقد حرصت حليمة على تربية محمد صلى الله عليه وسلم تربية صالحة، فنشأ على حب الله تعالى وطاعته، وحب الخير والعدل، واحترام الآخرين. وقد كان لتربية حليمة الصالحة دور كبير في تكوين شخصية محمد صلى الله عليه وسلم، وإعداده للرسالة النبوية العظيمة.
ولعل من أهم العبر التي يمكن استخلاصها من قصة حليمة السعدية، هي أن الله تعالى يختار من عباده من يشاء، ويكرمهم بما يشاء، مهما كانت ظروفهم ومكانتهم. فحليمة كانت امرأة فقيرة، وزوجها عاقرًا، ولكنها كانت من النساء الصالحات، فاختارها الله تعالى لتكون مرضعة رسوله الكريم.
وهكذا، فإن قصة حليمة السعدية هي قصة ملهمة، تدعو إلى التمسك بالإيمان بالله تعالى، وحسن الظن به، وأهمية الأخلاق الحميدة، وضرورة التربية السليمة.