حرب يوم بعاث هي حرب بين قبيلتي الأوس والخزرج، وهما من القبائل العربية التي كانت تسكن مدينة يثرب (المدينة المنورة حالياً) قبل الإسلام. وقد وقعت هذه الحرب قبل الهجرة بخمس سنوات، وتُعد أشهر وأدمى معركة بين اليثربيين.
وفيما يتعلق بطبيعة هذه الحرب، فإنها يمكن أن تصنف تحت عدة أنواع من الحروب:
- حرب قبلية: فهذه الحرب هي حرب بين قبيلتين عربيتين، وقد كان سببها الرئيسي هو الخلافات القبلية بين الأوس والخزرج، والتي كانت قائمة منذ فترة طويلة. وقد تفاقمت هذه الخلافات بعد أن تحالفت قبيلة الخزرج مع اليهود ضد قبيلة الأوس، مما أدى إلى استفزاز الأوس ودفعهم إلى إعلان الحرب.
- حرب سياسية: فهذه الحرب كان لها أبعاد سياسية أيضاً، حيث كانت قبيلة الأوس تسعى إلى الهيمنة على المدينة المنورة، بينما كانت قبيلة الخزرج تسعى إلى الحفاظ على مكانتها المهيمنة. وقد أدت هذه الحرب إلى تغير موازين القوى بين القبيلتين، حيث انتصرت قبيلة الأوس في هذه الحرب، مما أدى إلى تقليص نفوذ قبيلة الخزرج في المدينة المنورة.
- حرب دينية: فقد لعبت العوامل الدينية دوراً في هذه الحرب أيضاً، حيث كان اليهود يحاولون تأليب الأوس والخزرج ضد بعضهم البعض، وذلك من أجل إضعافهما واستغلالهما. وقد نجحت هذه المؤامرة في تحقيق بعض أهدافها، حيث أدت إلى اندلاع الحرب بين القبيلتين.
- حرب ثأر: فقد كان هناك بعض الأسباب الشخصية للحرب، حيث كان بعض أفراد القبيلتين قد قتلوا بعضهم البعض في أحداث سابقة، مما أدى إلى شعورهما بالرغبة في الثأر. وقد لعب هذا العامل دوراً في تأجيج الحرب وزيادة حدتها.
وبناءً على ما سبق، يمكن القول أن حرب يوم بعاث هي حرب متعددة الأبعاد، حيث كانت لها أسباب قبلية وسياسية ودينية، كما أنها كانت حرب ثأر في بعض جوانبها.