السورة التي سميت بالتوديع هي سورة النصر، وهي السورة رقم 110 في ترتيب المصحف الشريف.
سميت هذه السورة بالتوديع لأنها تضمنت نعي النبي -صلى الله عليه وسلم- وتوديعه للدنيا، وإخبار الله - عز وجل- باقتراب أجله، وما فيها من حوادث تُنبئ عن قرب رحيل ووفاة المصطفى - عليه الصلاة والسلام-.
ففي الآية الأولى من هذه السورة، يقول الله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}، وهذا إشارة إلى نصر المسلمين في معركة اليرموك، والتي كانت آخر معارك الفتح الإسلامي في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وفي الآية الثانية، يقول الله تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}، وهذا أمر للنبي -صلى الله عليه وسلم- وللمسلمين بالتسّبح بحمد الله والاستغفار منه، وذلك شكرًا على النصر الذي منّ الله به عليهم، واستعدادًا للقاء الله تعالى.
وفي الآية الثالثة، يقول الله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}، وهذا تأكيد على قدرة الله تعالى وحكمته، وأنه لا يفعل شيئًا إلا لحكمة بالغة.
وبذلك، فإن سورة النصر هي سورة تتضمن معاني التوديع والنصر والحمد والاستغفار والقدرة والحكمة الإلهية.