الإجابة: خطأ.
ترك المحرمات عبادة صحيحة إذا كان الدافع وراء ذلك هو التقرب إلى الله تعالى واجتناب ما نهى عنه، أما إذا كان الدافع هو تجنب حديث الناس، فهذا لا يعتبر عبادة، بل هو مجرد حرص على السمعة.
وذلك لأن العبادة هي فعل يقوم به الإنسان بقصد التقرب إلى الله تعالى، ونيل رضاه، وأما إذا كان الدافع وراء الفعل هو شيء آخر، مثل تجنب حديث الناس، أو الحصول على ثناء الناس، أو غير ذلك، فهذا لا يعتبر عبادة.
ولذلك، فإن من ترك المحرمات لتجنب حديث الناس، فقد سلم من الإثم، لكنه لا يستحق أجراً على ذلك، لأنه لم يقصد بذلك وجه الله تعالى.
وهذا ما يدل عليه قول الله تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ (البينة: 5).
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى" (رواه البخاري ومسلم).
وبالتالي، فإن ترك المحرمات لتجنب حديث الناس لا يعتبر عبادة، بل هو مجرد حرص على السمعة، ولا يستحق المرء أجراً على ذلك.