شرح قصيدة "قلدت جيد المعالي" للبارودي:
المقدمة:
تعتبر قصيدة "قلدت جيد المعالي" للبارودي من أهم قصائده، وهي قصيدة هجاء سياسي موجهة ضد الخديوي إسماعيل.
كتبها البارودي عام 1879، أي قبل عام واحد من خلعه إسماعيل من الحكم.
تتميز القصيدة بأسلوبها القوي وصورها الشعرية البليغة، وتعتبر من أوائل القصائد العربية التي اتخذت من الهجاء السياسي موضوعًا لها.
شرح القصيدة:
البيت الأول:
قلدت جيد المعالي حلية الغزل:
يشير البارودي هنا إلى أنه سيتبع أسلوب الشعراء القدامى في هجاءهم للحكام، مستخدمًا لغة الغزل للتعبير عن سخطه على الخديوي إسماعيل.
وقلت في الجد ما أغنى عن الهزل:
يؤكد البارودي على أن هجاءه ليس مجرد تسلية أو عبث، بل هو تعبير عن موقف جاد ومسؤول.
البيت الثاني:
أصوحت شجرات المجد أم نضبت:
يتساءل البارودي عن مصير شجرات المجد، رمزًا للقيم والمبادئ النبيلة، هل جفت أم لا تزال موجودة؟
غدر الحمية حتى ليس من رجل؟:
يُعبّر البارودي عن شعوره بالخيبة والأسف لغياب الحمية والغيرة على الوطن بين الرجال.
البيت الثالث:
ففيم يتهم الإنسان خالقه:
ينتقد البارودي اتهام الناس لله بظلمهم، بينما هم أنفسهم مسؤولون عن مصيرهم.
وكل نفس لها قيد من الأجل؟:
يذكّر البارودي الناس بأن الموت هو مصير الجميع، وأن عليهم أن يسعوا لتحقيق إنجازات عظيمة قبل فوات الأوان.
البيت الرابع:
فما لكم لا تعافون الضيم أنفسكم:
يدعو البارودي الناس إلى عدم الاستسلام للظلم، بل إلى مقاومته والدفاع عن حقوقهم.
ولا تزول غواشيكم من الكسل؟:
يُحذّر البارودي الناس من الكسل والخمول، ويحثهم على العمل والنشاط.
البيت الخامس:
هذه نصيحة من لا يبتغي بدلاً:
يؤكد البارودي على أن نصيحته صادقة ونابعة من حرصه على مصلحة الناس.
بكم وهل بعد قوم المرء من بدل؟:
يُذكّر البارودي الناس بأن ولاءه لهم ولبلده لا يمكن تعويضه.
البيت السادس:
ألا في سبيل الله يا آل هاشم:
يتوجه البارودي إلى آل هاشم، وهم سلالة الرسول صلى الله عليه وسلم، يطلب منهم نصرة الدين والوطن.
ألا في سبيل الله يا معشر العرب:
يناشد البارودي العرب أن يتحدوا ويتعاونوا للدفاع عن دينهم ووطنهم.
البيت السابع:
فإن الله لا يرضى الضيم من أحد:
يؤكد البارودي أن الله لا يرضى بالظلم، وأن واجب الناس هو مقاومته.
ولا يرضى العباد منكم ما فعل:
يُعبّر البارودي عن استياء الناس من تصرفات الخديوي إسماعيل.
البيت الثامن:
ألا إنما الدنيا دار غرور:
يذكّر البارودي الناس بأن الدنيا فانية، وأن عليهم أن يركزوا على الآخرة.
وليس لها إلا زوال ونقل:
يؤكد البارودي على أن كل شيء في الدنيا زائل، وأن الحياة لا تدوم.
البيت التاسع:
فلا تغتروا بها يا أهلها طربًا:
يُحذّر البارودي الناس من الانخداع بالدنيا وزخرفها.
فما هي إلا كالحلم الذي زل:
يُشبّه البارودي الدنيا بالحلم الذي يزول سريعًا.
البيت العاشر:
فيا أيها المولى أفق من رقدة:
يُناشد البارودي الخديوي إسماعيل أن يستيقظ من غفلته ويُصلح حال البلاد.
**ولا تُ
