في ليلة من ليالي الشتاء، بينما كانت العاصفة تُزمجر في الخارج، جلستُ أمام الموقد، أُدفئُ يداي بالنار المتّقدة. كانت الغرفة مُظلمة، باستثناء ضوء النار الذي كان يُلقي بظلاله على الجدران. وفجأة، سمعتُ صوتًا خافتًا من نافذة الغرفة.
قمتُ بِفتح النافذة بحذر، فوجدتُ طائرًا صغيرًا مُبللًا ومُرتجفًا من البرد. لقد ضلّ طريقه في العاصفة، ولم يجد مأوى.
أخذتُ الطائر الصغير داخل الغرفة، وجفّفتُ ريشه، ثمّ أطعمتهُ بعض الحبوب. سرعان ما بدأ الطائر يشعر بالدفء والأمان، وبدأ يغرد بِصوتٍ جميل.
في تلك اللحظة، شعرتُ بالسعادة والرضا، فقد ساعدتُ كائنًا حيًا على البقاء على قيد الحياة. ونظرتُ إلى العاصفة من النافذة، وشعرتُ بالامتنان لوجودي في هذا المكان الدافئ الآمن.
وبعد ذلك، أصبح الطائر الصغير صديقًا لي، وكان يزورني كل يوم. وعندما حلّ فصل الربيع، غادر الطائر عُشّه، وطار بعيدًا ليُشارك في بناء حياته الجديدة.
ولكن، لن أنسى أبدًا تلك الليلة الشتوية، وكيف ساعدتُ الطائر الصغير، وكيف شعرتُ بالسعادة والرضا لِفعل ذلك.