نعم، من المفاهيم المغلوطة التي طرأت على الإحسان حصره في أمور العبادة فقط.
وإليكم بعض الأدلة على ذلك:
تعريف الإحسان: عرّف النبي صلى الله عليه وسلم الإحسان بقوله: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك". وهذا التعريف يشمل كل تصرفات الإنسان، وليس فقط العبادات.
أمثلة من الإحسان في غير العبادة:
الإحسان إلى الناس: مثل مساعدة الفقراء والمحتاجين، ونشر الخير، والتسامح، والتعاون.
الإحسان إلى الحيوان: مثل إطعام الحيوانات، ورعايتها، وحمايتها من الأذى.
الإحسان إلى البيئة: مثل الحفاظ على نظافة البيئة، وحماية الموارد الطبيعية، واستخدامها بشكل مستدام.
الآيات القرآنية التي تدعو إلى الإحسان في كل شيء:
"وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (البقرة: 195).
"وَلَا تَنسَوَا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" (البقرة: 237).
"وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ" (المائدة: 2).
وبناءً على هذه الأدلة، نستنتج أن الإحسان مفهوم شامل يشمل كل تصرفات الإنسان، سواء في العبادات أو في غيرها.
وإليكم بعض النصائح لكي نصل إلى مرتبة الإحسان:
الإخلاص لله تعالى: أن نقصد من كل عمل نقوم به وجه الله تعالى فقط، لا نريد به رياءً ولا سمعةً.
متابعة سنة النبي صلى الله عليه وسلم: أن نتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في كل أمور حياتنا، فهو القدوة الحسنة لنا.
مجاهدة النفس: أن نجاهد أنفسنا على فعل الخير، وترك المنكرات.
الدعاء إلى الله تعالى: أن ندعو الله تعالى أن يهدينا إلى طريق الإحسان، وأن يوفقنا إلى العمل به.
ختاماً، الإحسان هو مرتبة عالية من مراتب الدين، وهو طريق إلى السعادة في الدنيا والآخرة.