الرجل الجشع: صورة من الواقع
في زحمة الحياة، يبرز بين ثنايا البشر ذلك الرجل الجشع، سجين رغباته، أسير مطامعه، لا يشبعه مالٌ ولا يرويهُ منصبٌ.
ملامحه تتحدث:
تغوص عيناه في عمق جيوبه، باحثاً عن المزيد، لا يرى إلاّ ما يُقاس بالذهب، ونظراته تفتش عن الفرائس، تترقب فرصةً للاستغلال.
تصرفاته تُفضحه:
يُمسك بقبضة يده على كل ما يملكه، بخلاً لا مثيل له، يبحث عن المكسب في كلّ صفقة، يُزايد في الأسعار دون رحمة، ويُبخس في القيمة دون خجل.
علاقاته مُسمومة:
يُحيط نفسه بِمَن يُغدقون عليه المالَ والمديحَ، لا يرى في الناس إلّا سلّماً للوصول إلى مبتغاه، يُقطع أواصر القربى إن لم تُدرّ عليه ربحاً، ويُنكر فضلَ من ساعدَه.
مآلهُ مُحزن:
يُعيش حياةً مُوَحِشة، يفتقر إلى الحبّ الحقيقيّ، والأصدقاء المخلصين، ثروتهُ لا تُشتري لهُ السعادة، وضميرهُ يُؤرقهُ بِعذاب اللّومِ والتّأنيب.
خاتمة:
الرجلُ الجشعُ مأساةٌ مُتحرّكة، يُدمّر نفسهُ قبل أن يُدمّرَ من حوله، نبراسُهُ في الحياةِ المادّةُ فقط، لا يرى قيمةً للكرمِ والعطاء، ومصيرهُ الوحدةُ والندمُ في نهاية المطاف.