يصعب تحديد جملة واحدة كأروع ما قيل عن صلح الحديبية، نظرًا لغنى هذا الحدث التاريخي بدروسه وعبرِهِ، وفوائده العظيمة للمسلمين.
ولكن، يمكننا استعراض بعض الكلمات المميزة التي تُلخص جوهر هذا الصلح:
"إنّما هو صلحٌ، والصلحُ خيرٌ، وقد وضعتُ الحربَ عنّي وعن الناسِ عشرَ سنينَ، يَعُمُّ فيها الناسُ الأمنُ، يَطوفونَ بِالبيتِ آمنينَ، لا يُخوَّفونَ على أنفسِهم شيئًا." (النبي محمد صلى الله عليه وسلم)
تُجسّد هذه الكلمات حكمة النبي ورحمته، ورغبته في إرساء السلام ونشر الأمن.
"فوالله ما رأيتُ يومًا من الأيام أحبَّ إليَّ منه، لَمَّا رأيتُ أنّ الله تعالى قد أرادَ أن يُسْلِمَ الناسَ." (أبو بكر الصديق)
تُعبّر هذه العبارة عن فرحة الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه بفتح الحديبية، وإدراكه لآثاره الإيجابية في نشر الإسلام.
"لقد كان صلح الحديبية فتحًا مبينًا، وإن لم يدخله الناس." (عمر بن الخطاب)
يُؤكّد قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه على عظمة هذا الصلح، حتى وإن لم يُدرك بعض الناس قيمته في حينها.
"ما كان يوم الحديبية خيرًا للمسلمين من يوم بدر وأحد، لولا أنّ الله تعالى أراد أن يُدخل الناس في الإسلام صاغرين." (ابن مسعود)
تُبرز هذه المقولة من الصحابي الجليل ابن مسعود رضي الله عنه الأبعاد الإيمانية لصلح الحديبية، ودوره في تمهيد الطريق لانتشار الإسلام.
ختامًا،
يُعدّ صلح الحديبية نقطة تحولٍ هامة في مسيرة الدعوة الإسلامية، ورمزًا للحكمة والصبر والرحمة، ومفتاحًا لانتصارات عظيمة أُتيحت للمسلمين في المستقبل.
وإنّ التأمل في كلمات السلف الصالح عن هذا الحدث يُتيح لنا فهم دلالاته العميقة واستيعاب دروسه الخالدة.