وجود حمامة فوق عتبة باب المنزل وتحتها فضلات بكمة كبيرة؟
فرق كبير بين السلم والوداعة والشقشقة الجميلة التي تغرد بها العصافير وبين فضلاتها التي إذا وقعت على رأس إنسان فإنها تجلب عليه الحظ السعيد، فإما أن يرزق بأولاد أو ثروة تكشف عنها الأيام، كما تقول الخرافة.
ويرجع سبب نشأة هذه الخرافة لوداعة هذا الطائر الصغير الذي يستيقظ من الفجر بحثا عن الرزق، ويعود لعشه بحلول الظلام دون أن يؤذي أحدا، ثم إن حياته اليومية لا تعرف الفراغ، فهو مشغول ببناء عشه أو إطعام صغاره أو تعلم الطيران، ولوجوده في الفضاء كثيرا وتنقله بين الأشجار ارتبطت كل أعمال الطائر بالخير، في ذهن من يؤمن بهذه الخرافة، فلا ضير إن سقط شيء من برازه على أحد، فالظرف عندهم يتبع المظروف، ثم إن الذي لحق بالعصفور أنه إذا غادر عشه بعد إتمامه فذلك نذير شؤم.
فضلات بقية الطيور والحيوانات هي الأخرى جرفتها تيارات الأساطير، ففي مجتمعات غربية تشيع فكرة مفادها أنك إذا وضعت رجلك اليسرى على براز كلب خلال مرورك بالشارع فإنه فأل خير لك، وإنك شخص محظوظ، لذلك فإنهم لا يزيلون روث الحيوانات من الشوارع، فيما كانت مجتمعات أخرى تعتقد أن روث الفيل يمنع المرأة الحمل، وروث الحمار دواء للضرس المأكول، ويسقط الحصوة من محالب الإنسان، فيما كان للعصفور في تفاسير الأحلام مخيلات وتحليلات كثيرة ومنها إذا رأى النائم الطيور تحلق داخل منزله، فهذا يعني الملائكة، ومن رأى أنه ذبح عصفورا فيولد له ولد ضعيف يخشى عليه من الموت.