0 تصويتات
بواسطة
مناسبة قصيدة ذريني و نفسي؟ اهلا بكم في موقع نصائح من أجل الحصول على المساعدة في ايجاد معلومات دقيقة قدر الإمكان من خلال إجابات وتعليقات الاخرين الذين يمتلكون الخبرة والمعرفة بخصوص هذا السؤال التالي : . مناسبة قصيدة ذريني و نفسي؟ وفي النهاية بعد ما قدمنا الإجابة لكم في الأسفل علي سؤالكم مناسبة قصيدة ذريني و نفسي؟ نتمنى لكم النجاح والتفوق في حياتكم، ونرجو أن تستمروا في مواصلة زيارة موقع tipsfull.com وأن تواصلوا الحفاظ على طاعة الله وفعل الخيرات ومساعدة الاخرين.

 

 اذا لم تجد الإجابة او الإجابة خاطئة اكتب لنا تعليقاً

1 إجابة وحدة

0 تصويتات
بواسطة
الشاعر:

عروة بن الورد العبسيُّ، أحد صعاليك العرب وفرسانها المعدودين، كان يُغِير على الأغنياء ويأخذ أموالَهم، لكنه لم يكن يُغير إلا على البخلاء منهم، ولم يكن يأخُذُ أموالهم لنفسه، وإنما ليُوزِّعها على الفقراء، وقد أثار هذا الأمرُ إعجابَ البعض، فأثنوا على كرمه وإيثاره وشجاعته، ومن ذلك:

قول معاويةَ بن أبي سفيان رضي الله عنه: "لو كانَ لعُروةَ بنِ الورد ولدٌ، لأحببتُ أن أتزوَّج إليهم".

وكان عبدُالملك بن مَرْوان مُعجَبًا بشخصيته، فهو مرة يقول: "مَن زعم أن حاتِمًا أسمح الناس، فقد ظلم عروة بن الورد".

ويقول في أخرى: "ما يسرُّني أن أحدًا من العرب ولدني إلا عروة بن الورد".

 

وقد لُقِّب بعروة الصعاليك؛ لأنه كان مَن أفقر مِن العرب ضمَّه إليه، فمَن كان يمكنه أن يغزو معه غزا، ومَن لم يمكنه ذلك جعل له شيئًا في الفيء، وأقعده.

والصعاليك: الفقراء.



مناسبة النص:

يعرِضُ لنا النصُّ لحوارٍ دار بين عروة وزوجِه سَلْمى التي لامَتْه على تعريض نفسه للهلاك في غاراته التي يشنُّها من أجل فقراء قومه، ويُقدِّم لنا عروةُ تفاصيلَ هذا الحوار الذي يعرض كلٌّ منهما فيه وجهة نظره، محاولًا أن يدعمَها بما يمتلكه من منطق، ويعضدها بصور من الواقع، أو من الأساطير التي كانوا يؤمنون بها، كل هذا داخل الإطار الأسلوبي الذي تبرُزُ مِن خلاله المشاعر؛ فالمرأة تتملَّكها حالةٌ من الخوف والقلق يخلقانِ رغبةً قوية في إثناء عروةَ وكفِّه عن تعريض نفسه للهلاك!

 

بينما تظهر من كلماتِ عروةَ وتراكيب عباراته وصورِه حالةُ الإصرار والشجاعة والشفقة على قومه، والرغبة في خلود سيرته، وحبه لامرأته تلك، وإن كان صوت عروة يستحوذ على المساحة الكبرى في النص، فذلك لأن رؤية المرأة محدَّدة، وهي الرفض لغاراته رفضًا ناتجًا عن خوفها عليه، بينما هو يمتلك أسبابًا كثيرة تدفعه لمواصلة هذه الغارات، ومن ثَم فهو يُقدِّم لها هذه الأسباب ويحاول أن يستخدم أساليب عدة من أجل إقناعها.

أقِلِّي عَلَيَّ اللومَ يَا بنَةَ مُنذرٍ  
ونَامِي فإِنْ لمْ تشتَهِي النومَ فاسهَرِي
ذَرِينِي ونفسِي أُمَّ حَسَّانَ إنَّنِي
بهَا قبل أَلَّا أملِكَ البيعَ مُشتَرِي
أحاديثَ تبقَى وَالفَتَى غيرُ خالِدٍ
إذَا هُوَ أَمْسَى هَامةً تَحت صَيِّرِ
تُجاوبُ أحجارَ الكِناسِ وتشتكِي
إلَى كُلِّ مَعرُوفٍ تَرَاهُ ومُنكَرِ
 

الشرح:

ابنَة مُنذرٍ: زوجه سلمى التي كان قد أسرها وأعتقها وتزوَّجها، وأنجبت له أولادًا.

قبل أَلَّا أملك البيع: كناية عن الموت، والمقصود بالبيع الشراء؛ أي قبل أن أموت فلا أستطيع شراء الثناء الحسن.

هَامة: طائرٌ يزعم العرب أَنه يخرج من هامة القتيل (أعلى رأسه)، ويقول: اسقُوني اسقُوني، حتَّى يُؤخذَ بثأره ويقال له: الصَّدى.

صَيِّر: قال أبو عمر الشيباني في كتاب الجيم: الصير: القبر.

تُجاوبُ: يريد أن هذه الهامة إذا صاحت تجاوبها أحجار هذا المكان عبر صدى صوتها، فكأنها ترد عليها.

الكناس: موضع.

مَعرُوف: من تعرفه.

ومُنكَرِ: من لا تعرفه.

 

شرح الأبيات:

يتوجَّه عروة بن الورد إلى زوجِه سلمى التي تُكثِر مِن لومه خوفًا عليه من غزواته التي لا تنقطع، ويأمُرُها بأن تنام فتستريح، ويستريح هو مِن كثرة لومها، أو أن تسهرَ لكن دون أن تزيد في اللوم، ثم يحاول أن يُوضِّح لها دوافعَه للمخاطرة بحياته، فنفسُه هذه التي تلومه خوفًا عليها هي التي تدفعه لذلك؛ لأنه يريد قبل أن يموت - فلا يملك شراء المجد والذِّكر الحسن - أن يشتريه في حياته، فما يُخلِّد الإنسانَ هو ما يبقى له بعد فنائه من جميل الذِّكر.

 

وكأنه هنا يتخيَّل أنه يموت في إحدى غزواته، فيخرج من أعلى رأسه - كما يزعم العرب في أساطيرهم - طائرٌ يصيح: اسقوني اسقوني، ويتردَّد صدى صوته بين أحجار المكان الذي يُدفَن فيه، ويشتكي الظمأَ إلى مَن يعرفه ومَن لا يعرفه، فلا مناص من التضحية أثناء الحياة للوصول إلى ما أريده لنفسي من خلود الذِّكر قبل الموت.

 

الأساليب:

يستخدم الشاعر في بداية النصِّ فعلَ الأمر، فلا مناص هنا من الكفِّ عن اللوم الذي لن يُزحزِحه عما هو فيه، ومِن ثَم يأتي الشطر الثاني تأكيدًا لهذه الرغبة، فهو يأمرها أن تنام، وإن لم تَشْتهِ النوم فلها أن تسهر لكن دون أن تعيد عليه اللوم.

نُلاحِظ أن الشاعر يستخدم النداء هنا مرتين في البيت الأول والثاني، كما أننا نُلاحِظ الفارق في الاستخدام؛ فهو في المرة الأولى يذكر أداة النداء ويناديها بابنة منذر، وفي البيت الثاني يحذف أداة النداء ويناديها بكُنيتها، أم حسان، ففي المرة الأولى نستشعرُ إحساسه بالبعد النفسي نتيجةً لرفضه وضيقه مِن تكرار لومها، ثم كأنه شعر أنه قسا عليها، وهي الحبيبة لنفسه، فجاء بالنداء دون أداة، وكنَّاها باسم ولدهما، وكأنه يقول لها رغم ذلك: أنت القريبة إلى نفسي، الحبيبة إليها، أم أولادي، ثم بدأ يسوق الأعذار لكثرة غزواته.

 

يستخدم الشاعر إنَّ ويأتي بخبرها اسمًا (مشتري)؛ ليؤكد ويفيد ديمومة وثبات حاله وإصراره على شراء المجد.

يستخدم عروةُ الصورةَ الأسطورية التي آمَن بها الجاهليون، ليُصوِّر الحالة التي تكون عليها رُوح المقتول الذي لم يُؤخَذ بثأره؛ مِن ظمأ وضعف وشكوى، ليقنعَها برغبته في تخليد ذكره قبل أن يموت ويصبح على هذه الحالة.

 

لا يكتفي الشاعر بذكر الهامة، بل يُصوِّر لها مشهدًا يكثِّف من الإحساس بعجزها، ويستخدم في تصويره لهذا المشهدِ الفعلينِ المضارعين (تجاوب - تشتكي)؛ ليستحضر من خلاله الحدث أمام المخاطب، ويدل على تجدد هذه الحاله.

ذَرِيني أُطَوِّفْ فِي البلادِ لعلَّنِي
أُخلِّيك أَو أُغْنِيك عَن سوءِ محضرِ
فإنْ فَازَ سهمٌ للمنيَّة لم أكُنْ
جزوعًا وَهل عَن ذَاك من مُتأخرِ
وإنْ فازَ سهمي كفَّكُمْ عَنْ مَقاعدٍ
لَكُمْ خَلْفَ أدبارِ البُيوتِ ومَنْظَرِ
 

معاني الكلمات:

أُخلِّيك: أُقتل عنك فأفارقك، فتصبحين خاليةً للأزواج.

أُغْنيك عَن سوء محضر: إذا سلمتُ فسأعود عليك بالمال الذي يُغْنيك عن الحضور بمكان تذوقين فيه ذلَّ السؤال للناس.

فَازَ سهمٌ: كانوا في الجاهلية إذا اقترعوا يضعون السهام في قدح (وعاء من الخشب)، ومَن يخرج سهمه أولًا يقولون له: فاز سهمك.

المنية: الموت.

خَلْفَ أدبارِ البُيوتِ: كان الضيف إذا نزل بقوم نزل بأدبار البيوت حتى يُهيَّأ له مكانه.

 

الشرح:

في القطعة الأولى ذكر عروةُ أهمَّ الأسباب التي تدفَعُه إلى الغزوِ ومواجهة الموت، وهو طلبُه الخلودَ عبر بقاء ذكره بعد موته، وهو هنا يوصل محاولة إقناعها عبر ذكر سبب يتعلق بها هي، فهو يُغامِر بحياته من أجلها هي أيضًا، ومِن أجل أن تحيا حياةً كريمة، وهو في غزواته بين أمرينِ: إما أن يموت فتستطيع أن تتزوَّج مِن بعده، وإما أن يعيش فيعود بالمال الذي يحفظ لها كرامتها ويُغْنيها عن أن تكون في موضع تمدُّ فيه يديها بالسؤال، وهو يُؤكِّد هذا المعنى بصورةٍ أخرى؛ حتى يجعلها تتخيَّل الذل الذي يوقع فيه الاحتياج للآخرين، فهو والموت يقترعانِ، فإن فاز الموت فهو غير جازعٍ؛ لأنه على يقين أنه لا يمكن تأخير ميعادِه، أما إن فاز هو ورجع غانمًا، فإنه سيَحمِيهم من الضيم والنزول لاجئين خلف أدبار البيوت، بعد أن كانوا أعزةً في بيوتهم.

 

الأسلوب:

يحاول الشاعرُ إقناعَ زوجه سلمى عبر التقابل بين الصور، والتقابل هنا بين ما سيعود عليها من بقائه في ظل الغزو، سواء مات أو عاد لها محمَّلًا بالغنائم، وبين بقائه معها في ظل الحاجة إلى المال وهو ما يعرضها لذل السؤال، أو اللجوء لضيافة الآخرين.

الصور هنا عمَّقت من الإحساس بالفكرة التي يريد إيصالَها، سواء عبر الصورة الاستعارية التي جسَّم فيها المنية، وجعل نفسه مقارِعًا لها لا يخشى النتيجة التي تترتب على هذه المقارعة؛ لأنه لا يَهَبُها، أو عبر الصور الواقعية التي يجعلها تستحضر الحالة وتتخيلها ماثلةً أمامها مثل حضورها وهي تسأل الناس المال، ومثل وجودهم خلف أدبار البيوت ضيوفًا لاجئين.

 

يستخدم الشاعر الاستفهامَ المقصود به النفي: وهل عن ذاك من متأخِّر؟ حتى ينبهَها ويدفعها للإجابة التي هي يقينية.

لم يتم إيجاد أسئلة ذات علاقة

مرحبًا بك في موقع ساعدني.
X
...