يقول حافظ إبراهيم في قصيدة "غلاء الأسعار":
أيها المصلحون ضاق بنا العيش
ولم تحسنوا عليه القياما
عزت السلعة الذليلة حتى
بات مسح الحذاء خطبا جساما
وغدا القوت في يد الناس كالياقوت
حتى نوى الفقير الصياما
يقطع اليوم طاويا ولديه
دون ريح القتار ريح الخزامى
في هذا البيت، يصف حافظ إبراهيم حالة الفقر المدقع التي وصل إليها الناس في مصر في عصره، بسبب غلاء الأسعار. يقول إن الفقير أصبح لا يجد حتى ما يطعم أولاده، بل إنه يقطع اليوم طاويا، أي يمشي حافي القدمين، لكي لا ينفق على شراء الأحذية.
ويقول إن الفقير أصبح لا يميز بين رائحة القتار (أي رائحة السماد) ورائحة الخزامى، التي هي من أجمل الروائح. وهذا يعني أن الفقير أصبح لا يشعر بالمتعة في الحياة، بل أصبح يعيش في حالة من اليأس والقنوط.
ويمكن أن نفهم هذا البيت من خلال مقارنة بين الفقير والغني. فالغني يجد ما يطعم أولاده ويلبسهم ويوفر لهم كل احتياجاتهم، بينما الفقير لا يجد حتى ما يسد رمقه. لذلك، فإن الفقير أصبح لا يشعر بالفرق بين رائحة القتار ورائحة الخزامى، لأن كل شيء بالنسبة له أصبح سيئًا.
ويمكن أن نرى أن هذا البيت هو تعبير عن ثورة حافظ إبراهيم على الفقر والظلم الاجتماعي. فهو يدعو إلى إصلاح الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، حتى لا يصل الناس إلى هذه الحالة من البؤس والمعاناة.
وإليك بعض التوضيح الإضافي حول معنى البيت:
- ريح القتار: هي رائحة السماد، وهي رائحة كريهة.
- ريح الخزامى: هي رائحة الزهرة المعروفة، وهي رائحة جميلة.
- يقطع اليوم طاويا: أي يمشي حافي القدمين.
- نوى الصيام: أي قرر الصيام.
وإليك بعض التفسيرات الأخرى لهذا البيت:
- يمكن أن يكون البيت تعبيرًا عن حالة اليأس والقنوط التي وصل إليها الفقير، حتى أصبح لا يشعر بالفرق بين الأشياء الجميلة والأشياء القبيحة.
- يمكن أن يكون البيت تعبيرًا عن حالة اللامبالاة التي وصل إليها الفقير، حتى أصبح لا يهتم بأي شيء في الحياة.
ولكن، في النهاية، فإن المعنى الأقرب للواقع هو أن البيت هو تعبير عن ثورة حافظ إبراهيم على الفقر والظلم الاجتماعي.