يُعد الشعر الجاهلي والشعر في العصر الحديث من أهم أوجه الإبداع الأدبي العربي، وقد تميّز كل منهما بخصائصه وخصائصه الخاصة، ويمكن مقارنة بين هذين النوعين من الشعر من خلال النقاط التالية:
البيئة الاجتماعية والثقافية
نشأ الشعر الجاهلي في بيئة عربية قبل الإسلام، وكانت هذه البيئة تتسم بالبداوة والرحلات، وكان الشعراء ينتقلون من مكان إلى آخر في سبيل التجارة أو الحرب أو البحث عن الماء والكلأ، وقد انعكست هذه البيئة على الشعر الجاهلي، حيث غلب عليه الطابع الحماسي والفخري، كما كثر فيه الحديث عن الطبيعة والصيد والغزل.
أما الشعر في العصر الحديث، فقد نشأ في بيئة عربية مختلفة تمامًا عن البيئة الجاهلية، حيث كانت هذه البيئة تتسم بالحضارة والمدنية، وبدأ الشعراء في التأثر بالأفكار والثقافات الغربية، وقد انعكس هذا على الشعر الحديث، حيث تنوعت فيه الموضوعات والقضايا، وظهرت فيه أنواع جديدة من الشعر مثل الشعر الحر والشعر العمودي الجديد.
الموضوعات والأغراض
غلب على الشعر الجاهلي موضوعات الغزل والفخر والهجاء والرثاء والمدح، كما ظهرت فيه موضوعات أخرى مثل وصف الطبيعة والحكمة والوصف الحربي. أما الشعر في العصر الحديث، فقد تنوعت موضوعاته ومضامينه، حيث تناول موضوعات اجتماعية وسياسية وفلسفية وعلمية وفنية، كما ظهرت فيه أنواع جديدة من الشعر مثل الشعر الحر والشعر العمودي الجديد.
الأسلوب الفني
اعتمد الشعر الجاهلي على الأسلوب التقليدي، حيث كان الشعراء يلتزمون بوزن وقافية محددة، كما استخدموا الأسلوب الوصفي والإيحائي، وقد ظهر في الشعر الجاهلي بعض الأساليب البلاغية مثل التشبيه والاستعارة والكناية. أما الشعر في العصر الحديث، فقد تنوعت أساليبه الفنية، حيث اعتمد الشعراء على الأسلوب الحديث في الشعر الحر، كما ظهر في الشعر العمودي الجديد بعض الأساليب البلاغية الحديثة مثل الصور الشعرية والتكرار والتوازي.
القيمة الفنية
يُعد الشعر الجاهلي من أجود أنواع الشعر العربي، حيث تميز ببلاغته وقوة تعبيره، كما عكس طبيعة الحياة العربية في العصر الجاهلي. أما الشعر في العصر الحديث، فقد تنوعت قيمته الفنية، حيث ظهر فيه شعراء كبار مثل أحمد شوقي وحافظ إبراهيم ومحمد مهدي الجواهري، كما ظهر فيه شعراء أقل قيمة فنية.
الخاتمة
يُعد الشعر الجاهلي والشعر في العصر الحديث من أوجه الإبداع الأدبي العربي، وقد تميز كل منهما بخصائصه وخصائصه الخاصة، وقد ساهم كل منهما في إثراء الأدب العربي.