الأطروحة القائلة بأن الفلسفة الحديثة إبداع وتجديد وليس تكرار وتقليد هي أطروحة صحيحة، ويمكن إثباتها من خلال العديد من الأدلة، منها:
- الابتكار في الموضوعات والقضايا: تميزت الفلسفة الحديثة بطرح موضوعات وقضايا جديدة لم تكن مطروحة في الفلسفة القديمة، مثل نظرية المعرفة، والأخلاق، والسياسة، والعلم. وقد ساهم هذا الابتكار في إثراء الفكر الفلسفي وفتح آفاق جديدة أمامه.
- التجديد في الأساليب والطرق: استخدم الفلاسفة المحدثون أساليب وطرق جديدة في التفكير الفلسفي، مثل المنهج العلمي، والمنهج التجريبي، والمنهج العقلاني. وقد أدى هذا التجديد إلى تطوير الفلسفة وجعلها أكثر دقة وموضوعية.
- التأثير على الواقع: كان للفلسفة الحديثة تأثير كبير على الواقع، حيث أدت إلى حدوث تغيرات عميقة في المجتمع والفكر والعلوم. وقد تجلى هذا التأثير في الثورة العلمية، والثورة الصناعية، والحركات السياسية والاجتماعية.
فيما يلي بعض الأمثلة على الابتكار والتجديد في الفلسفة الحديثة:
- نظرية المعرفة: طرح رينيه ديكارت نظرية المعرفة الشكية، التي شككت في صحة كل المعرفة الحسية، مما أدى إلى تطوير نظرية المعرفة الحديثة.
- الأخلاق: طرح جان جاك روسو نظرية أخلاقية تستند إلى الطبيعة البشرية، مما أدى إلى تطوير نظرية الأخلاق الحديثة.
- السياسة: طرح جون لوك نظرية سياسية تستند إلى العقد الاجتماعي، مما أدى إلى تطوير نظرية السياسة الحديثة.
- العلم: أسس فرانسيس بيكون المنهج العلمي، الذي ساهم في تطوير العلم الحديث.
بالطبع، هناك بعض الفلاسفة المحدثين الذين ساهموا في تكرار وتقليد الفلسفة القديمة، مثل الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط، الذي تأثر بالفلسفة اليونانية القديمة. ومع ذلك، فإن هذه الحالات لا تنفي حقيقة أن الفلسفة الحديثة تميزت عموماً بالابتكار والتجديد.
وخلاصة القول، فإن الفلسفة الحديثة تميزت بالابتكار والتجديد في الموضوعات والقضايا، والأساليب والطرق، والتأثير على الواقع. وقد أدى هذا الابتكار إلى تطوير الفلسفة وجعلها أكثر دقة وموضوعية، وتأثيرها عميق على الواقع.