قصيدة "مناجاة الشمس" للشاعر شفيق جبري هي قصيدة تعبيرية ذات لغة بليغة وصور شعرية رائعة. يخاطب فيها الشاعر الشمس بأسلوب مناجاة، ويصف لها أهمية وجودها في الحياة.
يبدأ الشاعر قصيدته بالبيت الأول، الذي يؤكد فيه على أهمية الشمس في الحياة. يقول:
هذا لهيبُكِ! لولا الشَّمسُ تَلْتَهِبُ ما كانَ للخَلْقِ فوقَ الأرضِ مُضْطَرَبُ
يقول الشاعر هنا إن لهيب الشمس هو مصدر الحياة على الأرض. فلولا الشمس لما استطاعت المخلوقات الحية العيش، ولأصابها الاضطراب والضياع.
وفي البيت الثاني، يصف الشاعر حالة الفرح والابتهاج التي تعم الكون عند شروق الشمس. يقول:
إذا طَلَعْتِ فكلُّ الكونِ مُبتهِجٌ وإنْ غَرَبْتِ فكلُّ الكونِ مُكْتربُ
فعند شروق الشمس، تشرق الحياة وتزدهر الطبيعة، وتبتهج المخلوقات الحية. أما عند غروبها، فتعم الكآبة والحزن الكون.
وفي البيت الثالث، يؤكد الشاعر على أهمية الشمس في نمو النباتات. يقول:
لولاكِ لمْ تزدهرْ يوماً حدائقُنا ولا استطالَ على أطرافِها العُشبُ
فلولا الشمس لما نمت النباتات، ولما امتدت أطرافها الخضراء.
وفي البيت الرابع، يصف الشاعر جمال الورود بفضل الشمس. يقول:
فالزَّهرُ من وَجْهِكِ الوقَّادِ رونقُهُ والوردُ منكِ نضرُ اللَّونِ مُلتهِبُ
فجمال الورود ورونق لونها إنما هو من نور الشمس.
وفي البيت الخامس، يعبر الشاعر عن فرح الطيور بالشمس. يقول:
والعندليبُ إذا غنَّى على غُصُنٍ فمِنْ شُعاعِكِ هذا الصَّوتُ والطَّرَبُ
فصوت العندليب وفرحته إنما هو من شعاع الشمس.
وفي البيت السادس، يصف الشاعر جمال الربيع بفضل الشمس. يقول:
إذا الرَّبيعُ أتانا في بَشاشَتِهِ خِلْنا الْجَوانِحَ مِنْ لألائِه تَثِبُ
فجمال الربيع وألوانه الزاهية إنما هو من ضوء الشمس.
وفي البيت السابع، يقارن الشاعر بين الفجر والليل، ويبين كيف أن الفجر يرمز للتفاؤل والأمل، بينما يرمز الليل إلى الحزن والكآبة. يقول:
فالفجرُ بعدَ طُلُوعِ الشَّمسِ مُنْشرِحٌ واللَّيْلُ بعدَ غروبِ الشَّمسِ مُكتئِبُ
وفي البيت الثامن، يؤكد الشاعر على أن فضل الشمس لا يمكن إخفاؤه مهما حاول الناس ذلك. يقول:
والفضْلُ كالشَّمسِ لا يُخفي محاسنَهُ سعيُ الذينَ على إخفائها وَظَبُوا
ففضل الشمس مثل الشمس، لا يمكن إخفاؤه مهما حاول الناس ذلك.
وهكذا، تعبر قصيدة "مناجاة الشمس" عن أهمية الشمس في الحياة، وجمالها وتأثيرها على الكون. وهي قصيدة جميلة وبليغة، تعبر عن قدرة الشاعر على التعبير عن مشاعره وأفكاره بأسلوب شعري رائع.
وفيما يلي بعض العناصر الفنية في القصيدة:
- الأسلوب: استخدم الشاعر أسلوب مناجاة الشمس، مما أضفى على القصيدة جمالاً وتأثيراً.
- الصور الشعرية: استخدم الشاعر صوراً شعرية رائعة، منها:
- "لهيب الشمس" يرمز إلى مصدر الحياة على الأرض.
- "الكون المضطرب" يرمز إلى الحياة بدون الشمس.
- "الحدائق المزهرة" و"العشب الأخضر" يرمزان إلى جمال الطبيعة بفضل الشمس.
- "الورد المشتعل" و"صوت العندليب الفرح" يرمزان إلى جمال وفرح الحياة بفضل الشمس.
- "الربيع المزهر" يرمز إلى جمال الحياة وألوانها الزاهية.