قصيدة "تأوب طيف" للشاعر محمود سامي البارودي قصيدة رثاء حزينة، يعبر فيها الشاعر عن حزنه الشديد على فراق صديقه الشاعر إبراهيم بك الرويني. وقد استخدم الشاعر في هذه القصيدة العديد من فنون البلاغة العربية، والتي ساهمت في إبراز جمالها وتأثيرها على القارئ.
من أهم فنون البلاغة في هذه القصيدة:
- الاستعارة المكنية: استخدم الشاعر الاستعارة المكنية في العديد من أبيات القصيدة، وذلك لإضفاء جمالية على التعبير وإثارة الخيال عند القارئ. ومن الأمثلة على ذلك قوله في البيت الأول:
تأوب طيف من الماضي
ففي هذا البيت استعار الشاعر "الطيف" ليدل على روح الميت، وبذلك أضفى على التعبير جمالاً ورقة.
- التشبيه: استخدم الشاعر التشبيه في العديد من أبيات القصيدة، وذلك لإيضاح المعاني وتقريبها إلى الذهن. ومن الأمثلة على ذلك قوله في البيت الثالث:
كأنه في اللحد صريع
ففي هذا البيت شبه الشاعر الميت بصريعه، وذلك لإيضاح مدى حزنه الشديد على فراقه.
- الكناية: استخدم الشاعر الكناية في العديد من أبيات القصيدة، وذلك لجمال التعبير ودقة الإيحاء. ومن الأمثلة على ذلك قوله في البيت الرابع:
لهف الفؤاد على منية
ففي هذا البيت كنّى الشاعر بـ"منية" عن الميت، وذلك لجمال التعبير ودقة الإيحاء.
- المبالغة: استخدم الشاعر المبالغة في العديد من أبيات القصيدة، وذلك لإثارة الشعور والتأثير على القارئ. ومن الأمثلة على ذلك قوله في البيت السابع:
بكى السماء والأرض والنجوم
ففي هذا البيت بالغ الشاعر في التعبير عن حزنه الشديد على فراق صديقه، وذلك بقوله "بكى السماء والأرض والنجوم".
- الرمز: استخدم الشاعر الرمز في العديد من أبيات القصيدة، وذلك لإيضاح المعاني وإبرازها. ومن الأمثلة على ذلك قوله في البيت الثامن:
والزمان كالشجر يبكي
ففي هذا البيت رمز الشاعر بالزمان للشجرة، وذلك لإيضاح مدى حزنه الشديد على فراق صديقه.
بالإضافة إلى هذه الفنون، استخدم الشاعر في هذه القصيدة العديد من الأساليب البلاغية الأخرى، مثل:
- المعارضة: وهي مقابلة بين شيئين أو أمور متعاكسة أو متضادة. ومن الأمثلة على ذلك قوله في البيت الخامس:
فما عاد له في اللحد ظل وأصبح في السماء نجم
- التورية: وهي إيراد لفظ له أكثر من معنى، وقصد منه معنى غير المعنى المتبادر. ومن الأمثلة على ذلك قوله في البيت التاسع:
أين العهد أين الوعد أين الوعد الذي هو كالسيف
- الاستفهام الإنكاري: وهو استفهام لا يقصد به الاستفسار، وإنما النفي أو التعجب. ومن الأمثلة على ذلك قوله في البيت العاشر:
أين أنت أيها الحبيب الوفي أين أنت أيها الصديق المقرب؟
- الالتفات: وهو الانتقال من ضمير إلى آخر في أثناء الكلام. ومن الأمثلة على ذلك قوله في البيت الحادي عشر:
فلولا أنني أرجو منك أن تعود إلينا بعد حين
وبذلك، فإن قصيدة "تأوب طيف" للشاعر محمود سامي البارودي قصيدة غنية بالفنون البلاغية، والتي ساهمت في إبراز جمالها وتأثيرها على القارئ.