جواب السؤال:
نعم، كانت أم المؤمنين عائشة حجة في رواية الحديث، وذلك للأسباب التالية:
- كانت من أقرب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ورافقته في حياته العملية مدة تقارب 25 عامًا، فكانت شاهدة على الكثير من المواقف والأحداث التي وقعت له، وتعلمت منه الكثير من العلم والمعرفة.
- كانت ذات عقل سليم وذكاء ثاقب، وحافظة للقرآن الكريم والسنة النبوية، وتتمتع بملكة الفهم والإدراك.
- كانت تتمتع بسعة العلم والمعرفة في مختلف المجالات، كالفقه والحديث والسيرة والتفسير والشعر وغيرها.
وقد شهد لها بذلك كثير من الصحابة والتابعين، ومن ذلك قول أبي موسى الأشعري: "ما أشكَل علينا أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثٌ قط، فسألنا عائشة رضي الله عنها، إلا وجَدنا عندها منه علم".
التوضيح:
تتمثل حجة عائشة في رواية الحديث في الأمور التالية:
- الصدق والضبط: فقد اشتهرت عائشة رضي الله عنها بالصدق والضبط في روايتها للحديث، وقد وثقها كثير من علماء الحديث، ومن ذلك قول الإمام مسلم: "عائشة أم المؤمنين، صاحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاضلة، عالمة، صدوقة، حافظة، عابدة، كثيرة العبادة".
- العلم والفهم: فقد كانت عائشة رضي الله عنها ذات علم وفهم واسعين، ولذلك كانت تسألها الصحابة عن كثير من الأمور التي يشكل عليهم فهمها، فكانت تجيبهم بما يزيل عنهم الإشكال.
- الدقة والموضوعية: فقد كانت عائشة رضي الله عنها دقيقة في روايتها للحديث، وموضوعية في نقلها، ولم تنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله.
وقد وردت أحاديث كثيرة عن عائشة رضي الله عنها في مختلف أبواب الفقه والحديث والسيرة والتفسير والشعر وغيرها، وقد اتفق عليها كثير من علماء الحديث، وأصبحت من مصادر التشريع الإسلامي.