ماغرض الاستفهام في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( ما تعدون الصرعة فيكم ؟)؟

Question

سؤال ماغرض الاستفهام في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( ما تعدون الصرعة فيكم ؟)؟

Answer 1

غرض الاستفهام في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( ما تعدون الصرعة فيكم ؟)
يُعدّ غرض الاستفهام في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( ما تعدون الصرعة فيكم ؟) غرضًا تعليميًا توعويًا.
فقد ورد هذا الحديث في سياق الحديث عن الصرع، وهو مرض يصيب الإنسان فيفقد الوعي ويُصاب بتشنجات.
فكان من أهداف الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال هذا السؤال:
توجيه الأنظار إلى خطورة هذا المرض وأنه ليس مجرد إغماءة عادية.
التأكيد على أن الصرع ليس عقابًا من الله تعالى أو مسًا من الجن، بل هو مرض عضوي له أسبابه.
دحض بعض الأفكار الخاطئة التي كانت سائدة في ذلك الوقت حول الصرع.
حثّ المسلمين على التعامل مع مرضى الصرع بلطف ورعاية، وعدم التنفّر منهم أو نبذهم.
فكان هذا السؤال بمثابة مفتاح لحوار مفتوح بين الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه حول الصرع، مما ساعد على نشر الوعي حول هذا المرض وتصحيح المفاهيم الخاطئة عنه.
وإضافة إلى ذلك، فإنّ هذا السؤال يُظهر لنا الجانب الإنساني للرسول صلى الله عليه وسلم وحرصه على رعاية جميع أفراد المجتمع، بما في ذلك مرضى الصرع.
فكان من خلال هذا السؤال يُرسي أسسًا لعلاج مرضى الصرع ودمجهم في المجتمع.
وإليك بعض الأدلة التي تدعم هذا التفسير:
قال ابن حجر العسقلاني في شرحه لصحيح البخاري: "والمقصود من هذا السؤال التعليم، لأنّ الناس كانوا يظنون أنّ الصرعة مسّ من الجن، فبين لهم أنّها مرض من أمراض الدنيا."
قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: "والمقصود من هذا السؤال أيضاً إزالة ما كان في نفوس بعض الناس من تنفّر من المصروع."
وبناءً على ما سبق، يمكن القول أنّ غرض الاستفهام في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( ما تعدون الصرعة فيكم ؟) هو غرض تعليمي توعوي يهدف إلى نشر الوعي حول مرض الصرع وتصحيح المفاهيم الخاطئة عنه، بالإضافة إلى إظهار الجانب الإنساني للرسول صلى الله عليه وسلم وحرصه على رعاية جميع أفراد المجتمع.