تحليل القولة
حرص عبد الله بن مقفع على استمالة القلوب بما تضمنه كتابه من مصادر متعة و لهو، وذلك لأن الإنسان بطبيعته يحب الفرح و السرور، و يميل إلى الأشياء التي تبعث في نفسه السعادة و الراحة. وقد حرص بن مقفع على ذلك من خلال سرد القصص و الحكايات الممتعة، و استخدام الأسلوب الأدبي المؤثر، و التركيز على القضايا الإنسانية التي تهم القارئ.
كما حرص بن مقفع على استمالة العقول بما حواه كتابه من حكمة و عبرة، وذلك لأن الإنسان بطبيعته يبحث عن الفهم والمعرفة، و يميل إلى الأشياء التي تثري عقله و تنمي تفكيره. وقد حرص بن مقفع على ذلك من خلال عرض الأفكار و المفاهيم الفلسفية و الدينية، و تقديم الحلول للمشكلات الاجتماعية و الأخلاقية.
الأدلة من كتاب كليلة و دمنة
هناك العديد من الشواهد التي تدعم هذه القولة من كتاب كليلة و دمنة، منها:
- استخدام القصص و الحكايات الممتعة: يتضمن كتاب كليلة و دمنة العديد من القصص و الحكايات التي تجذب القارئ وتثير اهتمامه، مثل قصة الفيل و الحمامة، و قصة الأسد و الأرنب، و قصة الغراب و الثعلب.
- استخدام الأسلوب الأدبي المؤثر: استخدم بن مقفع أسلوبًا أدبيًا مؤثرًا في كتابه، حيث تميز بجمال اللغة و بلاغة الأسلوب، مما ساهم في جذب القارئ و إثارة إعجابه.
- التركيز على القضايا الإنسانية التي تهم القارئ: تناول كتاب كليلة و دمنة العديد من القضايا الإنسانية التي تهم القارئ، مثل العدل و الظلم، و الصدق و الكذب، و الحب و الكراهية.
- عرض الأفكار و المفاهيم الفلسفية و الدينية: قدم بن مقفع في كتابه العديد من الأفكار و المفاهيم الفلسفية و الدينية، مثل فكرة القضاء و القدر، و فكرة التوحيد، و فكرة الأخلاق.
- تقديم الحلول للمشكلات الاجتماعية و الأخلاقية: قدم بن مقفع في كتابه العديد من الحلول للمشكلات الاجتماعية و الأخلاقية، مثل مشكلة الظلم و الفجور، و مشكلة الفقر و الجهل.
الخاتمة
حرص عبد الله بن مقفع على استمالة القلوب و العقول في كتابه كليلة و دمنة، وذلك من خلال استخدام العديد من الأساليب و الوسائل التي ساهمت في تحقيق ذلك. وقد ساعده ذلك على تحقيق شهرة واسعة و انتشار كتابه في العديد من البلدان.