تتجلى طرافة حكاية المثلية في بناءها الفني وقصصي ومقاصدها حلل هذا القول معتمدا مما درست من كتاب كليلة ودمنة لعبد الله تبن المقفع؟

Question

سؤال تتجلى طرافة حكاية المثلية في بناءها الفني وقصصي ومقاصدها حلل هذا القول معتمدا مما درست من كتاب كليلة ودمنة لعبد الله تبن المقفع؟

Answer 1

الجواب:

تتجلى طرافة حكاية المثلية في كتاب كليلة ودمنة في ثلاثة جوانب رئيسية:

الجانب الأول: البناء الفني

تتميز الحكاية المثلية في كليلة ودمنة ببناءها الفني المحكم والمتماسك، حيث تتكون الحكاية من عناصر أساسية مترابطة فيما بينها، وهي:

• الإطار: وهو السرد العام الذي يشمل الحكايات، ويتمثل في قصة دبشليم ملك الهند الذي يطلب من بيدبا الفيلسوف أن يروي له حكايات لتعليمه الحكمة والأخلاق.
• الشخصيات: وهي الشخصيات الحيوانية التي تؤدي الأحداث في الحكاية، وترمز إلى شخصيات بشرية في الواقع.
• الأحداث: وهي سلسلة الوقائع التي تجري في الحكاية، وتؤدي إلى تحقيق الغاية منها.
• النهاية: وهي الخاتمة التي تتوج الأحداث، وتبرز العبر والعظات التي تتضمنها الحكاية.

وهذه العناصر الأساسية تساهم في خلق جو من التشويق والإثارة لدى القارئ، وتجعل الحكاية أكثر جاذبية وإثارة للاهتمام.

الجانب الثاني: السرد القصصي

تتميز الحكاية المثلية في كليلة ودمنة بسردها القصصي الممتع، حيث يعتمد المؤلف على أسلوب الحوار بين الشخصيات، واستخدام الصور البيانية والمحسنات البديعية، مما يجعل الحكاية أكثر حيوية وإثارة للاهتمام.

ومثال ذلك حكاية "الأسد والثور"، حيث يدور الحوار بين الأسد والثور، ويستخدم المؤلف أسلوب التشبيه والاستعارة في وصف الشخصيات والأحداث، مما يجعل الحكاية أكثر جمالا وتأثيرا.

الجانب الثالث: المقاصد

تتميز الحكاية المثلية في كليلة ودمنة بتنوع مقاصدها، حيث تسعى إلى تحقيق عدة أهداف، منها:

• الهدف التربوي: حيث تسعى الحكاية إلى تعليم الحكمة والأخلاق، وتزويد القارئ بالمعارف والتجارب التي تساعده على العيش في المجتمع بشكل أفضل.
• الهدف النقدي: حيث تسعى الحكاية إلى نقد الأوضاع الاجتماعية والسياسية السائدة في المجتمع، وتسعى إلى الإصلاح وتطوير المجتمع.
• الهدف الأدبي: حيث تتميز الحكاية بجمالها الفني وأسلوبها الممتع، مما يجعلها من أهم الأعمال الأدبية في التراث العربي.

ومثال ذلك حكاية "الفحص عن أمر دمنة"، حيث تسعى الحكاية إلى نقد الفساد الإداري في المجتمع، وتدعو إلى ضرورة الإصلاح والعدل.

وهكذا تتجلى طرافة حكاية المثلية في كتاب كليلة ودمنة في بناءها الفني وقصصي ومقاصدها، مما يجعلها من أهم الأعمال الأدبية في التراث العربي، والتي ما زالت تحظى باهتمام القراء حتى يومنا هذا.