موضوع عن حنين إلى الشام
الشام قبلة العروبة ومركز الحضارة العربية، فهي أرض التاريخ والحضارة والجمال، وقد نشأ فيها العديد من المفكرين والأدباء والفنانين الذين تركوا بصماتهم على الثقافة العربية.
ولعل شعور الحنين إلى الشام هو شعور مشترك بين كثير من العرب، سواء كانوا من أهل الشام أم من غير أهلها، فالشام هي الأرض التي نشأوا فيها أو عاشوا فيها أو قرأوا عنها، وهي الأرض التي تحمل ذكرياتهم ومشاعرهم.
ويمكن تقسيم أسباب الحنين إلى الشام إلى قسمين رئيسيين:
الأسباب الذاتية: وهي الأسباب التي تتعلق بالفرد نفسه، مثل:
- النشأة في الشام: فكثير من الناس يشعرون بالحنين إلى المكان الذي نشأوا فيه وقضوا طفولتهم فيه، فالشام بلد عريق له تاريخ طويل وحضارة عريقة، وقد نشأ فيها العديد من المفكرين والأدباء والفنانين الذين تركوا بصماتهم على الثقافة العربية.
- الدراسة أو العمل في الشام: فكثير من الناس يشعرون بالحنين إلى المكان الذي درسوا أو عملوا فيه، فالشام بلد جميل ومزدهر، وقد يجد فيها الإنسان فرصاً أفضل للدراسة أو العمل.
- الحب أو الصداقة: فكثير من الناس يشعرون بالحنين إلى المكان الذي يعيش فيه أحباؤهم أو أصدقاؤهم، فالشام بلد غني بالعلاقات الاجتماعية والإنسانية، وقد يجد فيها الإنسان السعادة والراحة.
الأسباب الموضوعية: وهي الأسباب التي تتعلق بطبيعة الشام نفسها، مثل:
- الجمال الطبيعي: فالشام بلد جميل وغني بالطبيعة الخلابة، فهي تقع على هضبة بين البحر المتوسط والصحراء، وتتميز بمناخها المعتدل وتنوع تضاريسها.
- التاريخ والحضارة: فالشام بلد غني بالتاريخ والحضارة، فهي مهد الحضارة العربية ومركزها، وقد نشأ فيها العديد من المفكرين والأدباء والفنانين الذين تركوا بصماتهم على الثقافة العربية.
- الثقافة والأدب: فالشام بلد غني بالثقافة والأدب، فهي مهد الحضارة العربية ومركزها، وقد نشأ فيها العديد من المفكرين والأدباء والفنانين الذين تركوا بصماتهم على الثقافة العربية.
ولعل من أشهر الأمثلة على الحنين إلى الشام قصيدة "حنين إلى الشام" للشاعر أبو البقاء البدري الدمشقي، والتي يعبر فيها عن شوقه وحنينه إلى الشام، حيث يقول:
سقى اللهُ شاماً كانَ فيها اجتماعُنا بأحبابِنا النّائينَ مُغدودِقاً سَكْبا
وروّى ثَراها مِنْ دُموعيَ مُسْبِلٌ كبحْرٍ
فإنّي أستقلُّ لها السُّحْبا
مَنازلُ أحبابي ومَرْبَعُ جِيرْتي وأوطانُ إخواني
ومَنْ كانَ لي تِرْبا لَعَمْري لَإنْ شَطَّ المَزارُ
وأصبحتْ مَنازلُهمْ شَرْقاً ومَنْزِلُنا غَرْبا
فإ نّي على بُعْدِ الدّيارِ وقُرْبها
أُ سِّرُ لهمْ حُبّاً وأُبْدي لهمْ حُبّا
يعبر الشاعر في هذه القصيدة عن مشاعره الحزينة بسبب ابتعاده عن الشام، فهو يتذكر أحبابه وأصدقاءه الذين تركهم في الشام، ويتذكر جمال الشام وطبيعتها الخلابة، ويدعو الله أن يروي ثرى الشام بدموعه.
ولعل الحنين إلى الشام هو شعور جميل وصادق، فهو تعبير عن حب الإنسان لوطنه والاشتياق إليه، وهو شعور يدفع الإنسان إلى العمل على خدمة وطنه ورفعته.
