موضوع حنين إلى الشام هو موضوع شعري قديم، تناوله الشعراء في مختلف العصور، وعبروا فيه عن شوقهم وحنينهم إلى مدينة الشام، التي كانت ولا تزال من أجمل وأروع المدن العربية والإسلامية.
تدور قصيدة "حنين إلى الشام" للشاعر أبو البقاء البدري الدمشقي حول مشاعر الحنين والشوق إلى مدينة الشام، التي هجرها الشاعر بسبب الغربة أو السفر. يعبر الشاعر في القصيدة عن حبه الشديد لمدينة الشام، وعن تعلقه بها، ويتذكر جمالها وسحرها، ويصف طبيعتها الخلابة، وآثارها التاريخية العريقة.
يبدأ الشاعر القصيدة بوصف مشاعر الحنين والشوق التي تنتابه عندما يتذكر مدينة الشام، فيقول:
**أَبِيَتَ أَنْ تَغْفَلَ عَنِّيَ ** أَحْزَانُنِيَ وَشُوْقِيَ
**وَحَنِيْنِيَ إِلَى شَامِكَ ** أَنَّى تَحَمَّلْتُ بُعْدَكَ
ثم يصف جمال مدينة الشام وسحرها، فيقول:
**شَامُكَ أَيَا مَدِيْنَةُ ** لِلْحُسْنِ وَالْمَحَاسِنِ قَدْ أُعْطِيَتِ
**أَنْتِ الْجَنَّةُ الْمَحْرُوْمَةُ ** وَالْمَنْزِلُ الْمُقَدَّسُ الْمَفْرُوْضُ
**أَنْتِ الْعَرْشُ الْمَجِيْدُ الْمَشْهُوْرُ ** وَالْكَعْبَةُ الْمُحَرَّمَةُ الْمَعْرُوْفُ
ثم يتذكر الشاعر جمال الطبيعة في مدينة الشام، فيقول:
**أَيْنَ جِبَالُكَ الْمُشْرِقَاتُ ** وَأَيْنَ أَرْضُكَ الْمُخْضَرَّاتُ
**أَيْنَ أَنْهَارُكَ الْمُتَدَفِّقَاتُ ** وَأَيْنَ مَغَارِبُكَ الْمُتَرَدِّدَاتُ
**أَيْنَ أَعْيُنُكَ الْجَوْارِيَ ** وَأَيْنَ نَهَارُكَ الْمُنْتَشِرَ
وفي الختام، يؤكد الشاعر على حبه الشديد لمدينة الشام، ويعبر عن أمله في العودة إليها يوماً ما، فيقول:
**أَيْنَ أَنْتِ يَا شَامُ ** أَيْنَ أَنْتِ يَا رَوْضَةَ الْأَرْضِ
**أَيْنَ أَنْتِ يَا مَنْ ** حَنَّ إِلَيْكَ قَلْبِي وَهَوَ مُهْتَزِ
**أَيْنَ أَنْتِ يَا شَامُ ** أَرْجُو رُجُوْعِي إِلَيْكِ يَوْمًا
تُعد قصيدة "حنين إلى الشام" من أشهر قصائد الحنين إلى الشام، وقد تناولها عدد من الدارسين والنقاد العرب، واعتبروها من أروع القصائد التي قيلت في هذا الموضوع.